«خيانة المجالس» ظاهرة خطيرة.. أشعلتها وسائل التواصل الاجتماعي

آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر

رشا حسن

علماء الدين: انتشرت كالنار فى الهشيم.. وأصبحت مصدراً للتباهى بين المواطنين

باتت ظاهرة «خيانة المجالس» من أكثر السلوكيات المجتمعية خطورة، والتي انتشرت مؤخراً كالنار في الهشيم، لتأخذ أشكالاً وأنماطاً مختلفة من تسجيل للمكالمات الهاتفية دون علم أصحابها، كذلك قيام بعض الأشخاص بفتح مكبر الصوت للهاتف أثناء الحديث ليسمع من بجواره بهدف حدوث وقيعة وفضح خصوصيات الأشخاص على الملأ، أيضا تداول رسائل صوتية مصورة ومكتوبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون إذن أصحابها.

تقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر «إن أمانة الكلمة مهمة جداً في الشريعة الإسلامية؛ حيث أكد الإسلام على أخلاقيات الكلمة وأمانتها من أصاحبها، ومن ثم أهاجم بشدة كل من يقوم بخيانة المجالس من تسجيل للمكالمات الصوتية وتصوير أشخاص دون علمهم».

وتؤكد آمنة أن خيانة المجالس إثم كبير يقع على أصحابها، ولا بد أن يعي الجميع أن هذا الأمر الفاحش أصبح مرضاً مسرطناً لا بد من محاربته والقضاء عليه بالتمسك بأخلاقيات وتعاليم الدين الإسلامي. 

وتحث آمنة على أهمية «الخطاب الديني» في ظل انتشار مثل هذه الظواهر المخيفة من خيانة المجالس، التي قد يجهل الكثير من الأشخاص خطورة الذنب الذي يقع عليهم بسبب الانسياق وراء فعلها؛ حيث قد يتخذها البعض على أنها أمراً مسلياً أو كنوع من التهريج لكن في حقيقتها إثم كبير.

من جانبه يوضح الدكتور محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم الاجتماع أن كل من يقوم بتسجيل مكالمات تليفونية أو تصوير أشخاص دون علمهم بهدف أذية الغير فهم أشخاص مضطربين نفسياً ومصابون بضعف الشخصية التي تجعلهم يلجأون إلى حيل شيطانية لأذية الغير، مؤكدًا ضرورة حماية المجتمع من تفشي ظاهرة «خيانة المجالس» خصوصًا داخل جميع مؤسسات الدولة التي لم تخل من قيام بعض الأشخاص بتسجيل حوارات جانبية  فيما بينهم وإرسالها إلى أصحابها لوقوع فتنة وإلحاق الضرر بهم، مطالباً ضرورة تفعيل اللوائح والقوانين الصارمة تحديداً داخل المصالح الحكومية من خلال استبعاد أي موظف يحاول استخدام هذا الأسلوب الفج في أذية زملائه، لحماية المؤسسات والأفراد من مثل هؤلاء الأشخاص المضطربين نفسياً.

ويؤكد اللواء أشرف أمين الخبير الأمني أن التطور السريع للتكنولوجيا والاستخدام الخاطئ لها أصبح يهدد المجتمع باختراق خصوصيات الأشخاص التي تسببت مؤخراً في زيادة انتشار معدلات الجرائم والضغط النفسي والتنمر والابتزاز كل ذلك يندرج تحت مسمى الجرائم الأخلاقية.

ويوضح الخبير الأمني أن السبب الأسمى وراء انتشار ظاهرة «خيانة المجالس» يتمثل في غياب الحس الديني لدى الكثيرين وغياب مفهوم الحرمانية وأن هذه الأفعال تتنافى مع تعاليم وأخلاقيات الدين الإسلامي وجميع الأديان السماوية، الأمر الذي تسبب في تفاقم الظاهرة وأصبح من الصعب احتوائها مؤخراً.

ويرى الخبير الأمني أنه لا بد من تعديل بعض المواد القانونية التي من شأنها حماية المتضررين في حالة تصويره أو التسجيل له دون رغبته، على أن يتقدم الشخص المتضرر بتقديم بلاغ إلى النيابة العامة ومحاسبة المتهم لتصل العقوبة إلى الحبس وليس الغرامة فقط.