معرض القاهرة الدولي للكتاب.. رحلة في عالم الكتب الأجنبية

روايات السلاسل فى مقدمة المبيعات
روايات السلاسل فى مقدمة المبيعات

في مكان واحد، بصالة 2، تجتمع عدد من المكتبات تحت لافتة كبيرة تحمل اسم «الكتاب الأجنبي» لترشد زائر معرض القاهرة الدولي للكتاب إلى طبيعة الكتب التي يبحث عنها، كتب من مجالات مختلفة: أدب وقانون وعلوم وإدارة، وغير ذلك من العناوين التى يبحث عنها القارئ المصري بلغات أجنبية، وقام أصحاب المكتبات المتخصصة باستيراد الكتب من دول مختلفة وتوفيرها عبر مكتباتهم ومواقعهم الإلكترونية، وتجمعوا في المعرض، لعرض ما لديهم أمام عملائهم.

وتقوم «الأخبار» بجولة سريعة في مختلف أنحاء الصالة لتسمع ما يطرحه الناشرون والزائرون عن تلك النوعية من الكتب التى تخدم قاعدة عريضة من القراء.

روايات «السلاسل» 

نبدأ من مكتبة تهتم بالكتب الأدبية المكتوبة بالإنجليزية التى تهتم بها شريحة عمرية تمتد من خمس سنوات وحتى خمسة وعشرين عامًا، وأحيانا مراحل عمرية أكبر، حيث تعتمد على روايات ذات شعبية كبيرة فى الخارج، لاحظنا أسعار الكتب المرتفعة فعلق محمد حمزة، مسئول المبيعات: «الكتاب الأجنبى مستورد بالعملة الصعبة، وفى المعرض نوفر الكتاب المستورد بخصومات مناسبة بالنسبة لسعره الأصلي، لذلك هناك من يأتى لشراء كل الكتب التى يحب قراءتها طول العام، ونظرا لصعوبة استيراد الكتب خلال فترة إغلاق بعض الدول بسبب كورونا، فقد يأخذ الكتاب من تسعين لمائة يوم حتى يصل إلينا، هناك روايات يسأل عنها القراء وأرسلت لجلبها وحتى الآن لم تصل بسبب تلك الظروف».

 

وتضيف دنيا خالد، مطورة الموقع الإلكتروني: «قارىء هذه النوعية من الكتب الأجنبية يحدد ما يريده قبل القدوم إلى المعرض، سواء عن طريق المواقع، أو غيره، وقارىء الروايات الأجنبية لا يقرأ بالعربية فى الغالب، هناك شريحة بالطبع تريد تقوية لغتها الأجنبية فيلجأون للروايات، وأغلب عملائى يقبلون على كتب السلاسل التى تحولت إلى أفلام، مثل روايات (مختلفة، متمردة، مخلصة) والتى تنتمى لأدب الخيال العلمي، حولت إلى سلسلة من الأفلام التى حققت نجاحًا، ومازالت رواية «هارى بوتر» وكل السلاسل المشابهة، تجتذب قارئها».

 

وأثناء جولتنا ألتقينا بنهى مراد، 22 عاما، قارئة تتجول بين مكتبات بيع الروايات الأجنبية بحثًا عن عناوين بعينها نسألها عن زيارتها للمعرض فتقول: تعودت بالاتفاق مع صديقاتى المهتمات بالقراءة على شراء قائمة من الروايات تكفينا لفترة طويلة، ونظرا لارتفاع أسعارها، تشترى كل صديقة منهن مجموعة عناوين، ونتبادلها طوال العام، والمعرض فرصة جيدة للحصول على خصومات مناسبة» وبينما نتحرك فى إتجاه مكتبة أخرى شاهدنا تجمع العائلات عند مكتبة لبيع كتب الأطفال بالإنجليزية، تتستخدم وسائل جذب من بينها سلة تحوى مجموعة الكتب التى تباع بخصومات.

 

الكتب العلمية تبحث عن منقذ!

زرنا حمدى محرم، صاحب إحدى المكتبات المخصصة للكتب العلمية، فى جناح الكتاب الأجنبي، محرم يشارك فى المعرض منذ 44 عامًا ويقول: «قارىء الكتب العلمية الأجنبية يهتم بالتسويق، والخصومات، حين يأتى إلى المعرض يجد عددًا كبيرًا من المكتبات فى مكان واحد، فيسهل عليه مقارنة الأسعار، هذا الطابع التنافسى يجبر أصحاب المكتبات على طرح أعلى نسبة خصومات، والقارىء يعلم إنه لن يجد هذه الخصومات إذا زار المكتبة فى مكانها الأصلى»

 

إلا أنه رغم ابتسامة محرم التى لا تفارقه، يبدو أنه غير متفائل بحركة البيع فيضيف: كنا نعتمد على الجامعات ومراكز الأبحاث وغير ذلك، أكثر من البيع للأفراد فى المعرض، لكن هذا العام يعقد فى موعد تقفيل ميزانيات بالنسبة لهذه الجهات فى مصر، فلن تشترى منا تلك الجهات مثل كل عام، كما أن الدول العربية المشاركة أقل من كل عام، ورغم توقعى للخسائر لكنى شاركت، لأن هناك مكاسب متعلقة بالتفاعل مع قارئى فى المعرض، والذى لم أتوقف عن الاشتراك من أجله طوال تلك السنوات»، ويشاركه محمد عبد الجليل مسئول تسويق فى إحدى المكتبات المتخصصة بالمجال الأكاديمي، مخاوفه، ويضيف: «نحن أيضًا نعتمد على الطلبة، وهذه فترة امتحانات يعقبها إجازة، فلن يلتفت طالب إلى شراء كتب، موعد المعرض السابق كان فى وقت انتقال من فصل دراسى إلى آخر واستعداد لكتب الفصل الجديد، مما يزيد مشكلة باعة الكتب الأكاديمية فى المعرض»

 

ويشاركهم ناشرون آخرون فى التماس أن تقدر وزارة الثقافة ظروفهم، والمساعدة فى عقد اتفاقات مع جهات لشراء الكتب المستوردة التى تنتشر فى المكتبات العلمية والأكاديمية المختلفة، حيث أن طبيعة القارىء لهذه النوعيات من الكتب قليل فى هذا الوقت من العام.