اشتروا منى

وزير خارجية يليق بمصر

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

تحية كبيرة لرجل الدبلوماسية الفريد سامح شكرى وزير خارجية مصر الذى أدار على مدار سنوات مراحل التفاوض مع إثيوبيا على ملف سد النهضة بكل ما فيها من تعنت واستفزاز وإصرار واضح على الوصول لمفترق الطرق ولم يفقد يوماً هدوءه ولم يخرج يوماً عن توازنه ولم يخل بسياسات مصر الممتلئة صبرا وحكمة تجاه هذا الملف ، هذا الرجل  كان يعلم منذ اللحظة الأولى أن إثيوبيا لا تريد حلاً للأزمة وأن النوايا تجاه بلده ليست طيبة بالمرة، وأن الوضع سيصل لما هو عليه الآن ، لكنه أخذ على عاتقه  التحمل والالتزام بضبط النفس والالتزام بحرص مصر على المرور بكافة مراحل التفاوض وكافة أساليب عرض القضية على الرأى العام العالمى وكافة محاولات احتواء الموقف وتجنب الصدام.

 استمع كثيرا لكلمات الجانب الإثيوبى والتى حملت كثيراً من حق  يراد به باطل وكثيراً من محاولات الصيد فى الماء العكر وكثيراً من العبث والتجاوز وآخرها قول وزير الرى الإثيوبى فى اجتماع مجلس الأمن «مصر التى لا تشبع» وهى جملة تدفع أى مصرى غيور على بلده يسمعها لسقف الغضب، ورغم كل هذا لم يخرج منه حرف واحد غير مدروس وغير محسوبة تبعاته ، يعلم جيداً ضوابط عمله، ويعلم جيداً أنه ممثل مصر فى القضية، ويعلم جيداً أن الكلام مع إثيوبيا بلغة أخرى لن يكون من خلاله وإنما من خلال آخرين مستعدين الآن ومنتظرين أمر القيادة السياسية فى أى وقت بالتحرك، سامح شكرى وزير يليق بمصر اللى شايفة وعارفة وبتصبر لكن فى خطفة زمن تعبر وتسترد الاسم والعناوين، سامح شكرى وزير كسب حب واحترام وتقدير كل مصرى تابع القضية عن كثب.

ربما يكون عمله كدبلوماسى فى ملف سد النهضة أوشك على الانتهاء ، لكن التاريخ المنصف سيكتب الجزء الخاص به فى القضية بحروف من نور، وسيقال عنه كان لدى مصر وزير خارجية تحمل مسئولية مرحلة تنوء بها العصبة أولو القوة ، تحلى بضبط النفس وكان محدداً للغاية، واضحاً للغاية ، كان ذهنه حاضرا للغاية، بذل كل ما فى وسعه لتنجح جهوده  فى صد الخطر عن مصر وكانت له صولات وجولات مشرفة فى كل كلمة ألقاها وفى كل طاولة حوار جلس عليها.