سـبوبة «ألقـاب النجـوم»

ما بين موسيقار الأجيال ونجم الجيل

موسيقار الأجيال ونجم الجيل
موسيقار الأجيال ونجم الجيل

شريف عبد الفهيم

نجوم الفن فى العالم العربى دائماً ما تكون الأضواء مسلطة عليهم فهم يقعون فى دائرة الاهتمام فى أى مكان يكونون فيه، ولأن المنافسة بين النجوم تحتدم دائماً على الشهرة، كانت الألقاب شيئاً مهماً فى حياتهم، منهم من أطلقها على نفسه ومنهم من أعطاها لهم الجمهور وآخرون أعطاها لهم النقاد، وهناك من جاءت ألقابهم صدفة.
«آخر ساعة» غاصت فى بحر الألقاب التى لا تنتهى للفنانين لتتعرف على أهم النجوم الذين حازوا تلك الألقاب ورأى النقاد فيها.

«كوكب الشرق»، «العندليب»، «وحش الشاشة»، «سيدة الشاشة العربية»، «السندريلا» ألقاب عندما تطلق تنصرف الأذهان مباشرة إلى أصحابها، لا يمكن أن تلتبس الألقاب وتذهب إلى أى فنان آخر، فهذه الألقاب التصقت بفنانين عمالقة وضعوا بصمتهم على تاريخ الفن فى الزمن الجميل، فقد وصلوا إليها بالجهد والعرق ولم يكن الوصول إلى اللقب مجانيًا كالآن.
كوكب الشرق
لا يمكن أن يتخيل عقل أن هناك فنانة أخرى غير أم كلثوم يمكن أن تستحق ذلك اللقب، الذى رافق أسطورة الغناء العربى أم كلثوم وأطلقه عليها المذيع محمد فتحى الشهير بكروان الإذاعة، الذى كان ينقل حفلاتها على الهواء مباشرة طوال الأربعينيات، وكان يقصد بذلك تميزها عن غيرها من النجوم بأنها أكبر من نجوم الشرق وهى المركز وهم تابعون لها.
موسيقار الأجيال
ربما كانت الأجيال الكثيرة التى عاصرها الموسيقار محمد عبدالوهاب وتلحينه لمطربين من مختلف الأعمار هى التى ساهمت فى إطلاق لقب موسيقار الأجيال عليه والذى كان الأكثر تداولاً بين كل الألقاب التى أطلقت عليه.
أما سيد درويش فكان يعتز بلقب «فنان الشعب»، لأن أعماله كانت تحاكى التراث الغنائى الشعبى، كمصدر للإلهام فى تطور الموسيقى العربية.
عبد الحليم حافظ ذاع صيته بلقب «العندليب الأسمر» والذى أطلقه عليه الصحفى اللامع والناقد الفنى جليل البندارى، حيث كان أول من أطلق عليه هذا اللقب وقد حل لقب العندليب مكان اسمه لأن الناس اقتنعوا أن صوت عبد الحليم يشبه صوت العندليب.
أما المطربة صباح التى عُرِفت بلقب الشحرورة فيجهل البعض اسمها الحقيقى (جانيت فغالى) وقد حصلت على هذا اللقب من المنتجة آسيا داغر، التى كانت تفكر بأن تمنحها لقب الشحرورة، لكنها أجرت استفتاءً جماهيرياً تمّ فى نهايته اختيار اسم صباح الخاص على أن الشحرورة صفة ترافق الصبوحة.
وحافظ الفنان رشدى أباظة على لقب «الدونجوان» الذى عرف به وذلك لوسامته وأرستقراطيته فى الأداء والتعامل مع الفنانات خلال فترة الستينيات.
الملك وسيدة الشاشة
فريد شوقى هو صاحب أكثر الألقاب فى زمنه «الملك»، «وحش الشاشة»، «ملك الترسو»، «ملك البريمو» وقد استحقها عن جدارة وقد لقب فريد شوقى بهذه الألقاب بسبب أدواره المميزة التى قدمها فى مختلف الأعمال السينمائية على مدار مشواره الفنى.
وبعد سنوات طويلة خرج الجمهور ليطلق لقب الملك على الفنان محمد منير بعد أن شارك فى مسرحية «الملك هو الملك» وطرح بعدها ألبوماً حمل نفس اللقب «الملك».
أما فاتن حمامة فكانت علامة بارزة فى السينما العربية، حيث عاصرت عقوداً طويلة من تطور السينما المصرية، وساهمت فى صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور السيدات بصورة عامة فى السينما العربية من خلال مشوارها الفنى وأطلق عليها النقاد لقب سيدة الشاشة العربية بعد فيلم «موعد مع الحياة» وهو اللقب الذى اعترضت عليه بعض النجمات.
فارس السينما
من أهم نجوم السينما المصرية والعربية، الفنان أحمد مظهر، والذى لقب بـ»الفارس»، فى السينما وهذا يرجع لأنه التحق بالكلية الحربية عام 1938، وانضم لسلاح الفرسان وتدرج إلى أن تولى قيادة مدرسة الفروسية، لقب بفارس السينما فى عصرها الذهبى حيث قدم أدوارا عديدة متنوعة بين الرومانسية والدينية، والوطنية وحتى الكوميدية، وارتبط اسمه بالأدوار التاريخية والتى تألق فيها وعلى رأسها دوره الأشهر فى فيلم «الناصر صلاح الدين».
وبعد سنوات طويلة أطلق الجمهور لقب الفارس على الفنان أحمد السقا بعد اشتهاره بحبه للخيل ونشره على صفحاته بمواقع التواصل عدة صور أثناء ركوبه الخيل بالإضافة إلى امتلاكه اسطبل خيل خاصاً به.
أما السندريلا فهو اللقب الذى اشتهرت به سعاد حسنى وبات علامة مسجلة باسمها وقد أطلق الناس عليها لقب سندريلا الشاشة العربية، لأنها مثل بطلة تلك القصة الخرافية.
وهناك فنانون حصلوا على ألقاب بدون قصد وفى بداية مشوارهم الفنى التصقت بأسمائهم وكانت سبب شهرتهم مثل الراقصة تحية كاريوكا بدأت شهرتها عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية فى أحد عروض سليمان نجيب وهى الرقصة التى التصقت بها بعد ذلك.
أما المطربة نجاة فأُطلق عليها لقب «نجاة الصغيرة» للتمييز بينها وبين الفنانة «نجاة على» التى كانت لامعة على الساحة الفنية المصرية فى ذلك الوقت، وقد التصق هذا اللقب باسمها باقى مشوارها الفنى.
أما فى الوقت الحالى فقد اختلفت الألقاب عن الفترة الماضية وبدلاً من أن يطلق الجمهور اللقب على الفنان أصبح الفنان هو من يطلق اللقب على نفسه.
الهضبة ونجم الجيل
ربما كان الوحيد الذى يعرف بلقب خاص به هو الفنان عمرو دياب الذى أطلق عليه الهضبة، وإن كان من غير المعروف من الذى أطلقه عليه.
ونفس الأمر بالنسبة للفنان تامر حسنى والذى التصق به لقب نجم الجيل، ولا أحد يعرف من الذى أطلقه عليه وما هو الجيل المقصود بكونه نجماً له.
ولا يمكن أن نتجاهل اللقب الذى أطلقه الفنان محمد رمضان على نفسه وهو «نمبر وان» والذى جـــاء بمحض الصدفة بعـــدمــا ظــهر كنجــم وحـيد للسينما فى وقت اختفت فيه كل شركات الإنتاج ولم يكن موجوداً على الساحة غير شركة واحدة فقط استغلت الوقت وصعدت برمضان إلى قمة الإيرادات مما جعله يعتقــد أنه أصـــبح رقم واحد، إلا أنه عاد إلــــــى مكانـــه الطــبيـعى بمجــرد عــــودة النجـوم الكبار إلى الساحة.
الناقد الفنى طارق الشناوى أكد أن أسباب إطلاق الألقاب الفنية على الفنانين ترجع إلى شركات الإنتاج فى المقام الأول وليس النقاد، فسمراء النيل لقب أطلقته شركة الإنتاج على مديحة يسري، وعذراء الشاشة أطلقته إحدى الشركات على ماجدة رداً على سيدة الشاشة لفاتن حمامة، فليست كل الألقاب أطلقها الجمهور أو النقاد.
الاسم أهم من اللقب
وأضاف: «فى رأيى أن الفنان اسمه هو اللقب فتسقط كل الألقاب أمام اسمه، فأكثر من أخذ ألقاباً فى التاريخ هو الموسيقار محمد عبد الوهاب، بدأ بلبل مصر ثم مطرب الأمراء ثم مطرب الملوك والأمراء، ثم مطرب الجيل والجيلين لينتهى بمطرب الأجيال، لكن يظل فى النهاية اسم محمد عبد الوهاب هو الباقي، فالاسم يجبُّ اللقب».
وتابع: «فى كل الأحوال يظل التسويق هو العامل الأهم فى إطلاق شركات الإنتاج ألقاباً على الفنانين، وقد يطلقها نقاد أو الجمهور، إلا أن أكثر الألقاب دائما ما تكون فى الغناء، فالكل يبحث عن لقب بمجرد أن يطلق أحد المطربين على نفسه لقباً ما».
وأكد أن فناناً كتامر حسنى عندما أطلق عليه لقب نجم الجيل كان لأنه يضع نصب عينيه فنانا كعمرو دياب، فلقب نجم الجيل يعد رسالة مفادها أن هذا الجيل لي، فالفرق بين الاثنين فى الغالب جيل كامل، أما بالنسبة للقب أمير الغناء العربى والذى يطلق على هانى شاكر فلأنه لديه نهم للألقاب حيث فكر فى لقب يساير باقى الألقاب.
وقال طارق الشناوى إن أزمة الفنانين تكمن فى أن التنازل عن اللقب أمر صعب التخلص منه، حتى لو تغير الواقع وأصبح الفنان غير جدير به، وهذه الأزمة تلاصق فنانين كثيرين أطلقوا على أنفسهم ألقاباً ثم تغير الحال كـ«نمبر وان» و«نجمة مصر الأولى» وغيرهما من الألقاب.