أما قبل

سيجارة وبرشامة وازازة فى الدورى) ! ٢/٢)

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

 هذا التنكيت والتبكيت فى فرق الشركات الثلاث الصاعدة حديثا للدورى الممتاز الكروى : الشرقية للدخان وفاركو وكوكاكولا والتى تندر البعض عليها بما هو أعلاه نسبة لطبيعة وإنتاج هذه الشركات؛  يجب ألا يتوقف عند حد التباكى على مصير الأندية الجماهيرية وتهديد شعبية اللعبة ، بل من الممكن أن تكون فرق الشركات صاحبة النسبة الأعلى فى الدورى مكسبا كبيرا للكرة وتطورها وصناعتها بل وشعبيتها والحلول فى هذا الشأن كثيرة ومتاحة :
لابد وأن يفيق الكثير من الأندية الشعبية من غفلته وينهض من غفوته ويبدأ فى تأسيس شركات لكرة القدم استفادة مما يوفره قانون الرياضة رقم ٧١ لسنة ٢٠١٧ الذى وفر لهذه الأندية فرص الاستثمار والتحول وتأسيس شركات مساهمة .. بقي فقط أن تعمل هذه الأندية على التحرك الواعى وتجتذب الكفاءات العلمية والعملية من الفاهمين بأصول الفكر الاستثمارى النشط والخروج من سيطرة لاعبين قدامى ينقصهم الكثير من العلم  أو اصحاب نفوذ اجتماعى أكثر جهلا ، على مقادير هذه الأندية الشعبية بالأقاليم .. هذه الأندية الشعبية قبلى وبحرى يمكنها تأسيس شركات للكرة على مقاسها ووفقا لظروفها وامكاناتها لكنها تملك كنزا حقيقيا يتمثل فى حجم شعبيتها فى محيطها الجغرافي وتاريخها وقدرتها على استكشاف المواهب ورعايتها وتسويقها .. هذه الأندية الجماهيرية التى باتت فقيرة وابتعدت عن الاضواء لو اشتغلت بنشاط وفكر وتوسعت فى كشف ورعاية المواهب وأطلقت كشافيها فى القرى والمدن والحوارى لضمت الآلاف من المواهب والتى يمكنها تسويقها داخليا وخارجيا  وتحقيق عوائد كبيرة منها تسهم فى نمو شركات الكرة بهذه الأندية  التى لو عملت على تنشيط علاقتها مع جمهور محيطها لاستفادت أكثر من خلال تنامى وتنشيط شعبيتها واستغلال منشآتها ومرافقها ومحلاتها على أفضل ما يكون ولتتحول هذه الأندية الفقيرة والمهملة والباكية الشاكية حاليا والمذعورة من سيطرة أندية الشركات  مكتفية بكد اليد للمحافظ والوزير ،  لتتحول إلى كيانات حية وناهضة بفعل شركات الأندية التى يترك العمل فيها وتنشيطها لكوادر محترفة فاهمة وقادرة على الاستثمار الحقيقي وليترك المجال الفنى والانتقاء والتدريب وخلافه لنجوم وخبراء ومدربي الكرة بهذه المحافظات .  وقتها سنرى المنصورة والمنيا واسيوط وبنى سويف وطنطا والاوليمبي والترسانة وغيرها من فرق الأندية الشعبية تنهض بقوة اقتصادية  قادرة على المنافسة  . شركات الأندية أفضل طريقة لمواجهة أندية الشركات ..
ولحفظ تكافؤ الفرص فى السوق الرياضي، لا يمكن القبول بوجود أندية شركات كبيرة تضخ أموالا هائلة فى السوق الرياضي من ميزانيات هذه الشركات الكبري  أو أندية خاصة مملوكة لأفراد ربما يدفعون بأموال غير نظيفة فى عمليات الغسيل التى تهدد استقرار وبقاء أى نظام رياضي او استثمارى ، لابد هنا من تحويل النشاط الكروى بهذه الأندية وتلك لشركات خاصة بكرة القدم ذات ميزانيات منفصلة ومستقلة عن ميزانيات الشركات الكبرى العاملة فى نشاطها الاقتصادى غير الرياضي  
 شركات كرة تخضع مراكزها المالية للحساب والرقابة ومعايير الشفافية الكاملة حفاظا على قيم المنافسة المالية النظيفة قبل الرياضية وللحفاظ على أوضاع السوق  ومسابقات الكرة . كله تحت المجهر الشفاف .
فى ظل هذا المناخ الواعد ، لابد على اتحاد الكرة أن يطلق وبكل جدية تأسيس روابط الأندية المحترفة لتدير هذه الأندية نفسها بنفسها وتحافظ على آليات استثماراتها وتخضع جميعها لكل معايير الجودة والمحاسبة ومن خلال  كوادر إدارية مدربة ومحترفة  
وأن يوفر الاتحاد لهذه الأندية فرصة رعاية وقيد الناشئين دون تحديد لعدد اللاعبين بقائمة كل فريق بالمرحلة العمرية لاطلاق يد هذه الأندية لجذب الآلاف من هؤلاء الأشبال ورعايتهم وتنمية مهاراتهم وتسويقهم مع امكانية السماح لكل ناد بضم ثلاثة ناشئين اجانب تحت السن يعمل على رعايتهم ثم تسويقهم داخليا أو خارجيا بما يسهم فى تعظيم موارده ..
القضية الكروية أكبر من مجرد التندر بالسيجارة ( بالمناسبة الدخان لابد ان يتخلى عن اسمه هذا  فى مسماه الرياضى وليكن باستخدام اسم ايسترن كومبانى أو الشركة الشرقية ) أو البرشامة وزجاجة المياه الغازية .. افكار الاستثمار كثيرة وتنمية الموارد متاحة .. بس النفس !!