حكايات| أول «فوتوجرافر» كفيفة.. تعتمد على البصيرة وحساب المسافات

إسراء أول «فوتوجرافر» كفيفة..  خلال عرضها لصورها في معرض الكتاب
إسراء أول «فوتوجرافر» كفيفة.. خلال عرضها لصورها في معرض الكتاب

تقف إسراء يوسف 21 عاماً في أروقة معرض الكتاب تتعرف على القاعات وما تحمله كل قاعة من ناشرين وأجنحتها، تتحس الأرض بالعصا رويداً رويداً ثم تسأل المرافق «إين نحن؟» ليجيب عليها بوصف المكان وعدد الأشخاص حولها، لتبدأ في تجهيز كاميراتها المعلقة على رقبتها وتطلب من الناشرين التقاط صور تذكارية لهم.

 

يبدو الأمر غريباً، وتسيطر نظرات الغَرَابَة على أوجه الجميع، فهل يمكن لكفيفة أن تلتقط صورة بكاميرا تها وتكون بنفس جودة المصورين، حتى تزول تلك الدهشة بمجرد أن تذهب إسراء لهم برفقة كاميراتها فلا يمكنك التفرقة بين جودة ودقة الصورة الفتاة الكفيفة وأي صورة تم التقاطها عن طريق مصور محترف.

اقرا أيضا| 
حكايات| الهداف المعجزة.. «محمد» يلعب كرة القدم بدون ساقين

 

«قد التحدي»
ولدت إسراء يوسف في محافظة الإسكندرية بإعاقة بصرية، ولكنها لا تعرف عنوان للمستحيل، حلمها أن تصبح مصورة وعدم التحاقها بكلية الإعلام لم يتوقف عند عدم التنفيذ، بل حاولت خلق فرصة لها في المجال من خلال تعلم التصوير، لتكن البداية عند المصور الصحفي (خالد فريد) الذي نظم ورشة تحت عنوان: «قد التحدي» في عام 2019 علًم فيها خمسة مكفوفين فن التصوير، مستعينًا ببعض التقنيات التي تعينهم على التصوير دون الحاجة إلى الإبصار.

 

بعد حديث مطول مع والدتها عن شغفها بالكاميرا والتصوير وخوض تجربة وتشجيعها، التحقت إسراء بتلك الورشة التي ساعدتها في تقدير المسافات بينها وبين من تقوم بتصويرهم، وتعلم دراسة مصدر الأصوات والبصيرة وتحديد مساحة المكان ومعرفة حدوده، حتى تخرج بصورة جيدة غير مهزوزة.

 

سرعة إسراء في إستقبال المعلومات ومعرفة أدوات الكاميرا ودراستها جيداً، جعلتها تخوض أول تجربة لها داخل مكتبة الأسكندرية، حيث لفتت انتباه الزائرين وهي تتجول بعدستها تلتقط صورة لكل زاوية وتطلب من المارة تصويرهم بعد تحديد مسافة المناسبة لالتقاط تلك الصورة عن طريق لمس أيديهم ثم تتراجع بضعة سنتيمترات فقط.

 

لم تخرج إسراء خارج حدود الإسكندرية تتجول بشوارعها وتصورها، حتى أخذها شغفها وعشقها لعدسة الكاميرا أن توثق رحلتها في معرض الكتاب هذا العام، والتقاط صور له خصوصاً أنه لأول مرة يتم إقامته في وضع استثنائي يمر بالبلاد بسبب فيروس كورونا المستجد.

 

اقرأ أيضا:  حكايات| «فتافيت السكر».. كوكيز «إرادة» على طريقة متلازمة «داون»

«حلمي ملهوش نهاية»
تقول أول كفيفة فوتوغرافي لبوابة أخبار اليوم: أنا حلمي ملهوش نهاية، بدأت بتصوير وبجانبه أخذت كورسات هندسة صوتيه، وتعليق صوتي، وأحلم بالعمل في مجال الأعلام.

 

وتابعت: لازم يبقي في دعم لـِ قدرات ذوي الهمم وبالأخص فئة الإعاقة البصرية، لأن الجميع لديه قدرات خارقة، وهناك العديد من فاقدي البصر تعلموا فنون تصوير وينتظرون دعمهم.

 

تتفاخر إسراء بتجربة التصوير وبالأخص بعدما قادتها الصدفة مقابلة وزيرة الثقافة الليبية (الدكتورة مبروكة توغي اكور) وتصويرها بنفسها، وإعجاب الوزيرة بعزيمتها وإصرارها على تحقيق المستحيل والمعادلة الصعبة بأن تصبح أول فتاة كفيفة تعمل في مجال الفوتوغراف.