عواصم - وكالات الأنباء
يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة حر غير مسبوقة أسفرت عن مئات الوفيات ونقص إمدادات الكهرباء فى العديد من المناطق حيث تعرضت أكبر المدن الصناعية في الصين لانقطاعات متكررة في الكهرباء خلال الأسابيع الماضى، وأدي الارتفاع القياسى في درجات الحرارة إلى وفاة المئات و اندلاع حرائق فى كندا وشمال غرب المحيط الهادئ، بينما ضرب الجفاف غرب الولايات المتحدة بالكامل، مما جعلها مهيأة لاندلاع موجة حرائق واسعة.. وبحسب التقديرات أسفرت موجة الحر القياسية إلى وفاة أكثر من 486 شخص فى إقليم بريتش كولومبيا بكندا و60 شخصا فى ولاية أوريجون الأمريكية.
ونقلت شبكة «سى.إن.إن» التلفزيونية الأمريكية عن رئيسة قسم الطب الشرعى فى إقليم بريتش كولومبيا البريطانية، ليزا لابوانت، القول إنه فى حين من السابق لأوانه أن نقول على وجه اليقين عدد هذه الوفيات المرتبطة بالحرارة، فمن المرجح أن الزيادة الكبيرة فى الوفيات المبلغ عنها تُعزى إلى الطقس القاسى الذى شهدته المنطقة ولا يزال يؤثر على أجزاء كثيرة من مقاطعتنا».
كما اضطرت السلطات الكندية إلى إجلاء سكان بلدة ليتون الكندية، بعدما اندلعت النيران فجأة فى البلدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة.
وذكرت شبكة «سى بى سى» أن عمدة البلدة جان بولديرمان أمر بإجلاء سكان البلدة الواقعة فى مقاطعة بريتش كولومبيا بغرب كندا يوم الأربعاء الماضى قبل أن تلتهم النيران أغلب بيوت القرية.. وقال عضو البرلمان الكندى براد فيس إن الحرائق التهمت 90 فى المئة من قرية ليتون بعد أن سجلت درجات الحرارة فيها أعلى ارتفاع لها على الإطلاق.
من ناحيته قال العمدة جان بولديرمان، إنه كان «محظوظا لنجاته» من هذه الكارثة.
وقد سجلت بلدة ليتون خلال الأيام الثلاثة الماضية درجات حرارة قياسية، حيث بلغت درجات الحرارة 49.6 درجة مئوية وفقا لهيئة الارصاد، فيما تعد أعلى درجة حرارة يتم تسجيلها فى كندا على الإطلاق.
وبينما من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة على الساحل الشرقى للولايات المتحدة، فإن أكثر من 4.5 ملايين شخص فى شرق واشنطن وأوريغون يخضعون لتنبيهات من الحرارة من المرجح أن تستمر فى بعض المناطق حتى اليوم الأحد بحسب مايكل شاب خبير الأرصاد.المناطق حتى يوم الأحد.
ووفقا للمركز الوطنى المشترك بين الوكالات، تسببت موجة الحر الأخيرة في اشتعال 47 حريقًا أسفرت عن تدمير 66.5 ألف فدان من الغابات عبر اثنتى عشرة ولاية أمريكية، بما فى ذلك أريزونا وكاليفورنيا ويوتا.
ويقول الخبراء إن موجة الحر هى علامة واضحة على أزمة المناخ، وأن أحداث الحرارة الشديدة المماثلة ستحدث بشكل متكرر فى المستقبل
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أنه على الرغم من أن موسم الصيف قد بدأ قبل أيام قليلة، تواصل درجات الحرارة ارتفاعها بشكل قياسى فى نصف الكرة الأرضية الشمالى.
وتوضح بلومبرج أن الظروف المناخية المسببة لارتفاع درجة الحرارة، وارتفاع درجة حرارة المحيطات، وحدوث التغيرات فى أنماط الطقس الطويلة لن تختفى قريبًا، مما يعنى أن الأسوأ لم يأت بعد.. وفى الوقت الذى توقع فيه خبراء الأرصاد قبل أسابيع أن يكون هذا الصيف قاسياً، فإن ذلك لم يفعل شيئًا لتقليل آثر الصدمة جراء سقوط المزيد من الضحايا بسبب الارتفاع القياسى فى درجات الحرارة.
