كتب/ محمد حامد
الكل يملك حلم التتويج، ولكن لا يتساوى الشغف بين منتخب وآخر، الأمر الذى يتولد وترتفع وتيرته عندما تتولد الدوافع، الحالة التى تنطبق على المنتخب الإنجليزى وجماهيره .
تُعرف الجماهير الإنجليزية بحماسها الشديد داخل المدرجات وخارجها، ولكن اللقطة الأكثر دلالة على رغبة إنجلترا بجميع مراكزها فى الحصول على كأس الأمم الأوروبية، هى احتفال بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا عقب تسجيل هارى كين الهدف الثانى لمنتخب الأسود الثلاثة أمام ألمانيا فى دور الـ16، وظهرت فرحته الشديدة بالهدف الثانى الذى ضمن للفريق أن يكون بين الثمانية الكبار فى أوروبا .
الشغف الإنجليزى لديه أسبابه، فلم يتوجوا بهذه البطولة من قبل وأرقامهم سلبية، لم يصلوا من الأساس إلى المباراة النهائية فى أى نسخة أقيمت منذ عام 1960 وحتى البطولة الماضية فى 2016 . من ضمن أهم الأسباب التى تجعل الإنجليز ينتظرون التتويج، استضافتهم للحدث بصورة شبه رسمية، فقد لعبوا 4 مباريات على ستاد ويمبلى بالعاصمة الإنجليزية لندن وسيخوضون مباراة أوكرانيا القادمة فى ربع النهائى على ستاد الأوليمبيكو فى روما، وفى حال واصلوا المشوار سيعودون لويمبلى مجدداً الذى سيقام عليه نصف النهائى والنهائى . لإنجليز يمتلكون ذكرى سيئة عندما استضافوا البطولة فى نسخة 1996 التى كانت أولى النسخ التى تقام بـ16 فريقاً بدلاً من 8، خرج المنتخب الإنجليزى حينها من نصف النهائى على يد الألمان الذين توجوا باللقب فى النهاية بعدما فازوا على التشيك 2/1 .
مرت أجيال على هذا المنتخب العملاق وأسماء لامعة لم تستطع الحصول على لقب تاريخى فى اليورو، ويبقى لقب مونديال 1966 هو الحدث الأهم وصاحب البهجة الكروية الوحيدة لهم، فهل يُترجم الشغف إلى لقب تاريخى أم تكتفى الكرة الإنجليزية بتقديم وجبة كروية دسمة فى البريميرليج فحسب ؟
