علامة فارقة فى تاريخ مصر

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة

 كتبت :رحاب محمد

يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن ثورة «30 يونيو» علامة فارقة فى تاريخ مصر، فقد أراد الله لمصر أن ينقذها من السقوط فى براثن جماعات الشر التى كنت شاهداً على تصرفات أعضائها منذ سبعينيات القرن الماضى وتنامى وتصاعد وتيرة عنفهم الفكرى من التكفير والتشريك والتفسيق والتبديع والتجهيل والعنف السلوكى وإراقة الدماء وإتلاف الأموال وانتهاك الأعراض وتهديد الأمن المجتمعى وتقويض أنظمة الحكم من جماعات وتنظيمات وفرق وميليشيات منسوبة للدين والدين من ذلك براء.

ورغم تخصصى فى الفقه المقارن إلا أننى أوليت هذه الجماعات بالدراسة والتمحيص والاستقراء والاهتمام، خوفا على صحيح الإسلام ورعاية للوفاء بأمانة العلم. وأصدرت كتباً عديدة منها: "التكفير فى الفقه الإسلامى"، "السلفية والتكفير"، "جماعة الإخوان.. رؤية نقدية"، كما كتبت عن فتنة المتسلفة.

الدكتور أحمد كريمة

وفى أحداث وحوادث ما يسمى بـ"الربيع العربي" وهو فى الواقع "الخريف العربى" كشفتُ عن نوايا تلك الجماعة فى اعتلاء سدة الحكم بمصر وبلاد عربية أخرى، وكان لهم ظهير من الأسرة السلفية ومعهم أيضا تأييد وإن كان فى الباطن من قوى شيعية فى خارج المنطقة العربية.

ولما استشعرتُ الخطر على دينى ووطنى والمنطقة بطبيعة الحال، خاصة بعد أن تعرضوا للأزهر الشريف والكنيسة المصرية، وإهانتهم الرموز الوطنية المصرية وسعيهم لمحو الشخصية المصرية تماماً وإحلال مبادئهم وأجنداتهم وتمسكهم بالدين الحق وترويج قداسة موهومة لمرشدهم ولرموز السلفية الذين اعتلوا سدة الإعلام الدينى يبثون سمومهم، نبهت على الأخطار المحدقة بالمنطقة من تصرفات هذه الاتجاهات التى تتدثر بالإسلام زورا وهى كلها تهدف الى الحكم السياسى وأنها ستؤدى إلى مزيد من الاحتقان الطائفى والعرقى والمذهبي، وبالتالى تكون المنطقة كما هو الحال الآن سوقا رائجة للأسلحة، بالتالى استنزاف الموارد المالية بخلاف استنزاف الموارد البشرية فى الأعمال القتالية.

وبشجاعتى الإيمانية وبغيرتى الأزهرية وبوطنيتى المصرية تصديت لجماعة الإخوان وفضحت نواياهم وكشفت المبادئ والأجندات وكذلك لظهيرهم السلفى، وردوا علىّ بأن أحرقوا سيارتى فى "العياط" بمحافظة الجيزة.

لقد واجهت ولاأزال أواجه دون أنصاف حلول، لأن الإسلام فى صحيحه مهدد والوطن فى حاضره ومستقبله مهدد والمنطقة العربية أيضاً مهددة تبعاً لما يخطط من قوى مخابراتية عالمية.. والواجب الاصطفاف الوطنى حول قواتنا المسلحة المصرية الباسلة، وما تكرم به الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإنقاذ الإسلام والمسيحية ومصر والمنطقة على قدر طاقته.

هذا جهد متواضع قمت به احتسابا لله عز وجل.. صحيح أنى وأسرتى ندفع الثمن غالياً بسبب مؤامرات الإخوان وإننا اضُطهدنا بسبب ذلك وكل ذلك حباً للإسلام ووفاء للوطن، ولكن أخيراً أقول "وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون".. وأنا سأظل خادم الإسلام ومصر.

ثروت‭ ‬الخرباوى‭:‬قضت‭ ‬على‭ ‬تجـّـار‭ ‬الدين

ثمَّن ثروت الخرباوي، الكاتب والمفكر السياسي، وأحد أبرز القيادات المنشقة عن جماعة الإخوان، الدور المهم الذي قامت به ثورة "30 يونيو" المجيدة، وقال لـ"آخرساعة" إن التاريخ سيتوقف أمامها، بما رسّخته من مبادئ الوطنية والحفاظ على هوية مصر الأصيلة من الاختطاف.

وأكد أن الشعب المصري عندما شعر بالخوف تجاه مخططات الإخوان الإرهابية قام بثورة يونيو، ومنذ اللحظة الأولى لوصولهم إلى الحكم، فقد أدرك المصريون أنهم أمام كارثة تهدد كيان الوطن، من ثم وجب التحرك سريعاً لاسترداد مصر، وقرروا رفع شعار التحدى فى وجه العالم فى سبيل عودة مصر إلى المصريين، ومن رحم المعاناة جاءت فكرة التخلص من ذلك الكابوس عبر إرادة شعب لا يعرف المستحيل، ولا تشغله التحديات مهما كانت قوتها.

ثروت‭ ‬الخرباوى

وأشار الخرباوي إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية انتهت سياسياً واجتماعياً في مصر، لافتاً إلى أنها حاضنة لكافة تنظيمات العنف والإرهاب حول العالم، وقد كانت الفاتورة التي دفعها المصريون إبان حكم جماعة الإخوان وحلفائها باهظة الثمن، جراء أعمال العنف والاشتباكات الدامية التى شهدتها البلاد حينذاك.

وقال: لقد وضعت "30 يونيو" مصر على بداية الطريق الصحيح، خاصة فى ظل الأخطار التى هددت البلاد وقتها، خصوصاً الاقتتال والانقسام الداخلى بين أفراد الشعب، مضيفاً أنها خلصت مصر من قبضة مجموعة من تجار الدين والفشلة الذين لا يدركون معنى الدولة، ولا كيفية قيادتها.

الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬عمر‭ ‬هاشم: ثورة‭ ‬شعبية‭ ‬حقيقية‭ ‬ضد‭ ‬أهل‭ ‬الشر 

يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن ثورة "30 يونيو" وما تبعها من أحداث هى من اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر، وجاءت استجابة لنبض الشارع المصرى فى مواجهة نظام لم يحقق آمال وتطلعات الشعب، وشارك فيها الملايين من أبناء الشعب ودافعوا عن حقهم فى دولة مصرية تعبّر عن كل المصريين، وتمسكوا بالدور الوطنى لجيشهم الباسل فى مواجهة أعداء الوطن وقوى الظلام، وهو الجيش الذى انحاز بدوره إلى الشعب، فقد رفضت القوات المسلحة أن تساوم أعداء الوطن فى تلك اللحظات المصيرية الحاسمة.

وأشار إلى انحياز الأزهر الشريف إلى مطالب الشعب بقوة، إذ وقف بجانب المطالب الشعبية التى صوّر أنصار أهل الشر المطالب الشعبية وقتها على أنها حرب ضد الإسلام كما أرادوا دوماً أن يفعلوا.

وتابع: لقد كانت الثورة خطوة هامة لإعلاء القيم العليا للإسلام، ومعها قيمة المواطنة المصرية، للحفاظ على وحدة النسيج الوطني، وتميُّز مصر الحضارى عبر تاريخها الطويل فى السِلم والتعايش باعتبارها منارة الوسطية والاعتدال فى العالم العربى والإسلامى وحصن الأمن للجميع.

الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬عمر‭ ‬هاشم

واليوم ونحن نحتفل بذكراها نقول إن الدولة المصرية تغيَّرت كثيراً إلى الأفضل بعد 30 يونيو 2013، والتى كانت ثورة شعبية حقيقية تجاوب معها الجيش المصرى العظيم، وساند إرادة الشعب، ويجب أن نضع مصر فى المكانة العليا فى القلوب والعقول، وإعلاء مصلحها فوق كل مصلحة.