في واحدة من أصعب المواقف، وتحديدا عام 1948، تسمم عدد من التلاميذ والتلميذات في إحدى المدارس بمدينة "جرجا"، كما أن زوجات المدرسين وأولادهم أيضا تعرضوا إلى التسمم.
وتساءلت "آخر ساعة" عبر صفحاتها عن سر تسمم زوجات المدرسين هل أكلوا في هذه المدرسة؟ أم نقلوا المدرسين أكل الطلاب إلى بيوتهم؟
شكت وزارة المعارف (التربية والتعليم) في الأمر فشكلت لجنة للتفتيش المفاجئ على المدارس، حسب ما نشرت مجلة "آخر ساعة" بتاريخ 14 أبريل 1948.
وذهبت اللجنة إلى المدرسة بجرجا فإذا بها مغلقة وعندما سألوا أهل البلد عن سبب إغلاقها، فوجئوا بالإجابة أن جميع الطلاب والمدرسين والناظر في الغيط.
فانطلقت اللجنة إلى المزارع فإذا بالطلاب يجمعون محصول الفول من غيط ناظر المدرسة.
واتضح للجنة أن الناظر يستغل الطلاب كأنفار يجمعون له محاصيل الأرض، كما تبين أن الناظر كان يوزع أكل على الطلاب والمدرسين وكان هذا سبب في تعرضهم إلى التسمم.
ولما سئل الناظر عن سر اشتغال الطلاب في الزراعة، أجاب قائلا: إنه سمع عن نية وزارة المعارف في إدخال الثقافة الزراعة ضمن برامج المدارس.
واستكمل الناظر وقال: لهذا السبب وحده أرسلتهم إلى الحقول لجمع الفول لأني كنت أنوي آرسال تقرير للوزارة بهذا، بعد أن أجرى تجاربي على أبنائي الطلاب.
ولم تقتنع الوزارة بحسن النية الناظر وأحالته فورا إلى النيابة متهما بعدة تهم.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
