تحياتى

الأفلام الإسرائيلية تكشف عورات المجتمع الصهيونى (١-٣)

د. حسن عماد مكاوى
د. حسن عماد مكاوى

تعد الأفلام التسجيلية واحدة من أرقى أشكال الإبداع السينمائى والتلفزيوني، فهى تعيد إنتاج الواقع من منظور محدد يستهدف تكريس وجهة نظر بعينها والترويج لها، ويتميز هذا النوع من الفن بالقدرة على تحليل الماضي.
 ورصد جوانب الحاضر، والتنبؤ بالمستقبل، حيث يتم تجميع الوقائع فى سياق يخدم وجهة النظر المستهدفة وتحليلها بأسلوب درامى شائق من خلال صياغة حبكة محكمة وأحداث صاعدة تنطوى على قدر من الإثارة والتشويق وصولا إلى الذروة التى تؤكد وجهة النظر المراد إبرازها. وللأفلام التسجيلية أهمية خاصة فى إدراك الواقع الاجتماعى لدى مشاهديها، وهى لا تعكس كل جوانب الواقع وإنما تؤكد على جانب واحد منه ينطلق من رؤية منتجيها. ويهدف الفيلم التسجيلى بشكل أوبآخر إلى فهم الأحداث وسياقاتها ومعرفة المتغيرات المؤثرة عليها، وتقديم معايشة أكثر قربا للواقع، وبالتالى تؤثر هذه الأفلام على اتجاهات المشاهدين من خلال غرس الأفكار والقيم والمعتقدات التى تبثها للمتلقين ببطء ولكن بثبات وبصورة تراكمية. أدركت إسرائيل هذه الحقيقة، واستطاعت أن تمتلك ترسانة إعلامية قوية ذات مقومات تقنية ومادية عالية سواء داخل إسرائيل أوخارجها، تستخدمها فى إدارة الصراع السياسى والثقافى والأيديولوجى فى مواجهة العرب والفلسطينيين، ومن بين هذه الأدوات السينما التسجيلية الإسرائيلية بما تحظى به من إمكانات فنية وإنتاجية ضخمة جعلتها قادرة على حصد العديد من الجوائز والتكريمات فى المهرجانات السينمائية الدولية، كما جعلتها مؤثرة على الرأى العام الدولى والعربي. من هنا تأتى أهمية الدراسة المتفردة التى قدمتها مؤخرا الباحثة الواعدة سارة فوزى المدرس المساعد بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة وحازت بها دكتوراه الفلسفة فى الإعلام بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجهات المعنية كافة، والرسالة بعنوان « السينما التسجيلية الإسرائيلية ودورها فى تشكيل صورة المجتمع الإسرائيلى لدى العرب». نستعرض محتوى الرسالة وأهم نتائجها فى المقالين القادمين .