كل سبت

جينيف وقمة الألغام

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

تقف مدينة جينيف السويسرية كجزء مهم فى تاريخ الصراع الروسى الامريكى على زعامة العالم حيث شهدت اول قمة امريكية روسية عام  1955 بين ايزنهاور ونظيره السوفيتى خروتشوف.
 وبعد 30 عاما كانت القمة الثانية بين الرئيسين الامريكى ريجان والسوفيتى جورباتشوف والتى مهدت لانهيار الاتحاد السوفيتى لكن الاسبوع الماضى وفى قمة الارض التى استمرت قرابة ثلاث ساعات كانت انظار العالم معلقة بمدينة جينيف الاربعاء الماضى حيث اول قمة امريكية روسية بين الرئيسين بوتين وبايدن والتى سبقتها اتهامات متبادلة بين الرئيسين وصلت الى حد الاتهامات بالقتل لكن فى السياسة مساحة الاختلاف والاتفاق دائما ما تكون مفتوحة تتسع وتضيق وفقا للمصالح والخطط الاستراتيجية للدول ملفات عالقة كثيرة كانت مطروحة على قمة الارض بين بوتين وبايدن لعلها لم تختلف كثيرا عن تلك القضايا التى كانت مطروحة على قمة بوتين والرئيس الاسبق ترامب لكن الديمقراطيين دائما ما يكونون اكثر تشددا فى التعامل مع الدب الروسى لكنه لايصل الى درجة العداء المعلن حتى قبل انهيار الاتحاد السوفيتى فى تسعينيات القرن الماضى على يد اخر رؤساءه جورباتشوف.
قمة جينيف كانت اشبه بحقل الغام لايخلو من خطوط حمراء متعددة تعددت اهدافها واختلفت بين الذئاب الحاكمة وكانت مصالح واشنطن وموسكو حاكمة ومصالح العالم كانت ثانوية لم تحسم قضايا كثيرة عالقة لكنها مهدت لقمة اخرى قادمة وربما اكثر لرغبة واشنطن فى ابعاد روسيا عن الصين التى لم تكن غائبة عن القمة قبل وبعد عقدها فى جينيف
ورغم الملفات الحساسة بالقمة من التدخل الروسى فى الانتخابات الامريكية إلى استخدام القوة لبسط النفوذ الإقليمى فإن عين واشنطن كانت على التحالف الذى يتشكل ببطء بين موسكو وبكين وتبقى مصلحتها العليا فى مد اليد إلى عدوها الأضعف كى لا يمدها هو إلى العدو الأقوى وهو الصين لذلك كان مجرد انعقاد القمة إنجازاً   لبايدن وبوتين حيث يدرك الدب الروسى أن الصين هى الهاجس الذى يتملك البيت الابيض منذ سنوات وليس من مصلحة واشنطن إبقاء جبهة المواجهة مفتوحة على مصراعيها مع موسكو وهى تريد التفرغ لاحتواء صعود الصين المثير والذى رفعت واشنطن مؤخراً نظرتها الى بكين إلى مصاف التهديد الاستراتيجى للامن الامريكى.