بعد النكسة.. عبدالحليم يغني للمسيح ولفلسطين في لندن

عبدالحليم حافظ - أرشيفة
عبدالحليم حافظ - أرشيفة

بعد عدوان 1967 شارك الكثير من الممثلين والمطربين في جمع التبرعات وتقديم الحفلات وتخصيص العائد للمجهود الحربي وضحايا العدوان في كل من مصر وسوريا والأردن، وكان لعبد الحليم حافظ دور كبير في ذلك.

 

تحدث عبد الحليم لمجلة "الكواكب" في 14 نوفمبر 1967، قال: على أثر النكسة أحسست أننا في حاجة ملحة إلى كثير من العملة الصعبة لنواجه موقف الصمود حتى يخرج المعتدين من أراضينا، كنت استطيع أن أشترك في إقامة حفلات داخل مصر ولكني وجدت أن هذا لا يكفي ولابد من العمل في الخارج.

 

وبالفعل بالتعاون مع المسئولين في الكويت والأردن قمت بعدة حفلات على نفقتهم الخاصة من تذاكر السفر ومصاريف الجيب والإقامة وذلك لزيادة المعونات والمساعدات.

 

أما بالنسبة لحفلة لندن فكان الهدف منها هو أن يعرف الشعب الإنجليزي أننا شعب متحضر له فنونه الأصيلة ولسنا شعبًا متخلفًا أو همجيًا كما تحاول الصهيونية العالمية أن تصورنا.


وستقام الحفلة في قاعة "ألبرت هول" وهي أكبر وأقدم القاعات الفنية في لندن، وتعمل عليها أعظم فرق العالم.

 

وانتهز عبد الحليم فرصة هذه الحفلات وأعد أغنية جدية اسمها "المسيح" من كلمات عبد الرحمن الأبنودي وتلحين بليغ حمدي، والأغنية تربط بين المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وبين عرب فلسطين ضحية الصهيونية وما تحملوه من آلام.

وكلمات الأغنية هي:


يا كلمتي لفي ولفي الدنيا طولها وعرضها

وفتحي عيون البشر للي حصل على أرضها

على أرضها.. طبع المسيح قدمه

على أرضها.. نزف المسيح ألمه

في القدس في طريق الآلام وفي الخليل

رنت ترانيم الكنايس في الخلا


وسأل محرر الكواكب عبد الحليم: هل هناك مشروعات أخرى لصالح ضحايا العدوان؟

نعم.. إن شاء الله سوف أحاول إحياء عدة حفلات في الخليج العربي وشمال إفريقيا وباريس وروما وإسبانيا، وأنا وفرقة رضا سنشرح بفننا قضيتنا العادلة، ونحاول أن نقنع العالم أن الإنسان العربي على مستوى من الفن والحضارة والثقافة لا يقل عن مستوى الإنسان الأوروبي.

 

وقبل أن ينهي الحديث قال: إن جميع الفنانين والفنانات والموسيقيين والراقصين المشتركين في هذه الحفلات قد تبرعوا بأجورهم كاملة من أجل الهدف النبيل الذي أقيمت بسببه هذه الحفلات.


عبد الحليم على إسماعيل شبانة ولد في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة، وتوفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عامه الأول توفي والده، وعاش بعدها في بيت خاله. 


توفي عبد الحليم في 30 مارس 1077 عن عمر يناهز السابعة والأربعين عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم