طريق النور

هل فقدنا الحياء؟!

محمد أبوذكري
محمد أبوذكري

هل نحن حقاً ننتمى إلى بنى الإنسان؟! إن كنا كذلك بحق فلماذا أصبحت حياتنا وسلوكنا وكلامنا وفنوننا وثقافتنا تتسم بالعشوائية والقبح فى كل شىء؟! فمثلا تحولت أغانينا وموسيقانا إلى "هبد" ورقص ومهرجانات، وأصبح كل من حمو بيكا وشاكوش وشطة المثل والقدوة، وهذا ما نلاحظه بشكل صارخ فى الأجيال الجديدة، ولم يقتصر الأمر على تقليد هؤلاء، بل فوجئ الجميع بصرخة مؤلمة من الفنانة العظيمة سميرة عبدالعزيز عندما أعلنت بحزن وأسى وألم عما قاله لها من يعتبر نفسه "نمبر وان"، وأن المال دون العلم والثقافة والتعليم هو كل شىء، ونعتها بأحقر وأحط الألفاظ.

نحن وغيرنا أصحاب الأقلام شاركنا فى صناعة هؤلاء وغيرهم، سواء بالإعجاب أحيانا أو بالصمت عليهم، ، ولم نسع إلى ترسيخ القيم الجميلة والأخلاق والسلوك الطيب، ولذا علينا جميعا أن نصحوا من غفلتنا وغيبوبتنا ونصلح  ما أفسدناه، بأن نعيد الاحترام لرموز مجتمعنا، وأن نراقب سلوك الأبناء دون عنف أو صراخ أو ضرب.

فمصر عامرة بالموهوبين والمتميزين وعلينا إلقاء الضوء عليهم، ولنبدأ ببناء البشر وليس الحجر، ويجب أن يبدأ من البيت والمدرسة، وأن نضع كلمة التربية قبل التعليم شعاراً للمستقبل، ونكون قدوة بحق للأجيال القادمة، ولا ندع أطفالنا يلهثون وراء أغانى المهرجانات ودراما العنف والبلطجة والألفاظ الخادشة للحياء. بالمناسبة هل نسينا كلمة حياء، أم تم قتل تلك الكلمة الرائعة فى دوامة البحث عن المال واقتناء السيارات الفارهة والفيلات والأموال التى نراها فى أيدى السفهاء.