شخصيات و حكايات

الفنان أبو زيد.. والمعدن الفريد

طاهر أبو زيد
طاهر أبو زيد

شوقى حامد

مشوارى فــــــى بلاط صاحبــــــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســجيل واسـتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

تختلف وتتفق مع وصول الوزير السابق والبرلمانى الحالى طاهر أبوزيد غير أنك لاتملك إلا أن تحترمه وتقدره كإنسان وفنان ومخلص ومبدع وصادق وجريء وشجاع ورجل.. ولعله من رجال المواقف الذى يظهر معدنه الأصيل ومنبته الجميل فى الشدائد.. فهو لا يهاب ولا يخاف ولا يخشى فى قول الحق ولا يتحفظ فى النطق بالصدق ولا يتفادى المواجهات ويهوى اجتياز العثرات واقتحام الصعوبات وربما جاءت تلك السمات وما حباه ربه من جميل الصفات من تربيته السوية ونشأته الفطرية بين أسرة امتدت جذورها إلى مركز البدارى  بمحافظة أسيوط، وكان ربها وعائلها ينتمى إلى رجالات التعليم، أفنى حياته فى دروبه المختلفة ومستوياته المتدرجة حتى بلغ منتهاها كوكيل لوزارة التربية والتعليم ثم استوطن بعائلته حى شبرا وأخلص فى تنشئة أبنائه الأربعة على الخلق القويم والإيمان العميق والإسلام السليم.. ونالت تلك العائلة المحترمة وسام الشرف والفخار وزينت تاريخها بأكاليل وتيجان المجد والازدهار عندما قدمت نطفتها الغالية وضحت بفلذة كبدها وقدمت أول أبنائها الرائد حسام وضحت به من أجل مصرها وفداءً لوطنها واحتسبته عند ربها بين الأنفس الطاهرة التى تحيا عند الملكوت الإلهى بين أفضل الخلق وأنفس البرايا من الأنبياء والصدقين.. الموهبة الأصيلة والمهارة العالية هى التى خطفت أعين الكشاف القديم شاكر عبادة وشاهده وهو يتناقل الكرة بين قدميه ورأسه فى فترة استراحة إحدى المباريات التى كان يشارك فيها شقيقه الشهيد بنادى شمال القاهرة قبل انضمامه للكلية الحربية.. وفى اليوم الثانى مباشرة اصطحبه إلى النادى الأهلى ورمقه بإمعان كلٌ من الخبير د.عمرو أبو المجد والمهندس محمود السايس ولم تمضِ لحظات إلا وكان الصبى الذى لم يتعد عمره الـ١١ عاما بين عناصر قافلة الناشئين فى معقل الجزيرة العريق.. يحتل بعض القامات مواقع أثيرة فى قلب أبوزيد.. يأتى على قمتها والده المربى الفاضل الذى شجعه وسانده ليتألق على البساط الأخضر وحتى رحيله.. ثم لايزال المدرب الألمانى ديترش فايسا من بين الذين رسموا مستقبله الفنى ويعترف ببصماته الغائرة فى صنع مشواره.. ومعه وعلى نفس المستوى وربما الكابتن عبده صالح الوحش الذى كانت لمواقفه الأبوية والإنسانية مآثر وآثار لا يمكن أن تمحوها الأيام، ويأتى بين هؤلاء الهامات العالية الشيخ محمد متولى الشعراوى الذى ارتبط به طاهر وأحبه من شغاف قلبه ويتذكر أواصره معه وارتباطه به ودعاءه له.. وشهدت حياة طاهر الرياضية مشاركته فى ثلاثة محافل مهمة عالمية.. كأس العالم للناشئين بأستراليا.. وكأس العالم للكبار بإيطاليا وبينهما دورة لوس أنجيلوس بأمريكا.. وهو أصغر كابتن للأهلى والمتنخب والشريك الأساسى فى الأفضل بالاستفتاءات الأفريقية عامى ٨٤ و ٨٦ والحائز على الحذاء الذهبى عام ٨٤ بأبيدجان والفضى وهداف أستراليا.

تقلد طاهر العديد من الأوسمة وحصل على الكثير من الألقاب والميداليات.. فهو مارادونا النيل والفرعون الصغير والمدفعجى والموهوب الأول.. وحصل على وسام الرياضة من الطبقتين الأولى والثانية ونوط الامتياز وتقلد منصب وزير الشباب والرياضة ودفع مستقبله الوزارى دفاعا عن قناعته وقراره بحل مجلس إدارة الأهلي.. كما أنه عضو بمجلس إدارة الأهلى الدورتين ٩٦ و ٢٠٠٤ وكان أحد الأعضاء الذى نجح من خارج قائمة الكابتن صالح سليم ووصفه المايسترو بأنه أحد أبرز المخلصين للأهلى حتى وإن اختلف معه فى  بعض المواقف القيادية.. ويعتز بهدفيه فى مرمى بادو الزاكى المغربى وهدفه فى مرمى إسبانيا الذى انتزع لمصر تعادلا مستحقا ٢/٢.. اقتربت كثيرا من الفنان أبوزيد وشهدت الكثير من مواقعه ومواقفه.. كنت الشاهد الوحيد فى قضيته الشهيرة التى رفعها على الكابتن الجوهرى وتنازل فيها عن العقوبة التى وقعتها المحكمة لأصالته وسماحته.. وكنت مسئولا عن رعايته يوم أن ترشح لرئاسة الأهلى وحال منصبه الوزارى دون خوض الانتخابات.. وكنت على وشك احتلال منصب إعلامى فى الوزارة يوم أن كان وزيرا لها.. ولازلت أحتفظ بمكانة فى النفسية النقية لهذا الرجل حتى وإن ابتعدت المسافات وقلت اللقاءات واختلفت المشارب والهوايات.