نفتالى بينت ..البراجماتى المهادن

نفتالى بينت
نفتالى بينت

رغم أيديولوچياته اليمينية المتطرفة، وجنوحه الدائم إلى الصدام، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد نفتالى بينت، ومنذ اليوم الأول لتوليه المنصب، يعتمد سياسة المهادنة والتهدئة مع كافة القضايا، لاسيما الملفين الأمريكى والإيراني، وربما هى ذات الاستراتيچية التى اتبعها عند خلافته بنيامين نتانياهو برصيد لا يتجاوز 6 مقاعد برلمانية.
لكن بينت البالغ من العمر 49 عامًا، لن يتوانى عن التهام كافة الثعابين السياسية بعد تدجينها، وتؤكد ذلك برجماتيته خلال محطات عمله السياسي؛ فالرائد المتقاعد فى وحدة قيادة الأركان، المحسوبة على المؤسسة الاستخباراتية أكثر من العسكرية، وأصغر وزراء دفاع إسرائيل السابقين، اعتاد نحر كل عزيز على مذبح الوصول للهدف. وبدا ذلك واضحًا فى علاقته بأسرة نتانياهو. من باب «المجاملة المحسوبة»، أطلق على أكبر أبنائه الأربعة اسم شقيق نتانياهو «يوني»، الذى لقى حتفه فى إحدى العمليات الإسرائيلية الخاصة بأفريقيا، لكنه انقلب على نتانياهو وأسرته عام 2008، بعد رئاسته لهيئة مكتب نتانياهو، ثم رئاسته لحملته الانتخابية فى أغسطس 2007.
ولم تغب أيديولوچياته أيضًا عن كل ما هو عربى وفلسطيني، فإلى جانب مشاركته فى عدوان «عناقيد الغضب» بجنوب لبنان؛ تمكن من فرض خطته العسكرية الخاصة على المجلس الوزارى المصغر خلال العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، المعروف بـ«عامود السحاب». وخلال توليه لحقيبة التعليم، انتزع من مناهج المدارس العربية مسرحية تشيد بأحد أبطال المقاومة، ومنع أيضًا حركة «كسر الصمت» اليسارية الإسرائيلية، التى تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلى من تنظيم فاعلياتها فى مدارس المرحلة الثانوية.