رأي

طعنة في الظهر

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

بقلم/ مايسة عبدالجليل

أعلنها للمرة الألف وزير خارجية مصر مؤخرا أمام وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ لبحث أزمة سد النهضة بان كل جهود الوساطة بشأن سد النهضة فشلت بسبب تعنت إثيوبيا وانفرادها بالملء الثاني بما يمثل انتهاكا للقانون الدولي وكل المواثيق والاتفاقيات التي تحكم الأنهار الدولية.

وأعلنتها وزيرة خارجية السودان بأن ما تفعله إثيوبيا هو طعنة فى الظهر وهو ما أدركه السودان متأخرا إلا أنه أدركه على أى حال بعد أن شرب كأس المر من جراء الملء الأول وقد حدث بلا تبادل معلومات ولا مراعاة لحسن الجوار فتأثرت سدودها وتأثر مخزونها من المياه وكان لزاما عليها أن تعود للحضن المصرى.

لقد أقسم المصري القديم على أنه لن يلوث ماء النهر وقد وجب الآن على المصري الحديث أن يقسم أنه لن يضيع ماء النهر وهو ما تحاول أن تفعله مصر على مدار عشر سنوات من مفاوضات تتحمل فيها المراوغات والتعنت والصلف من الجانب الإثيوبى وهو لا يلقى بالا لأى وساطة دولية أو عربية أو أفريقية وقد دهمنا الوقت حيث نستعد للملء الثانى بعد أيام قليلة دون أن تلقى أى اعتبار لجيرانها شركاء النهر وتتجاهل كل ما هو مؤكد بالدراسات والأبحاث من تعرض مصر والسودان لأخطار تنكرها هى عمدا وقد تحول سد النهضة إلى سلاح فى يدها ترفعه لتفرض إرادتها الكاملة على المنطقة.

أيام قليلة وتبدأ إثيوبيا فى خطوات الملء الثانى وليس أمام مصر والسودان إلا اللجوء للمجتمع الدولى والاستناد إلى الدعم العربى بعد أن ظهرت نوايا الجانب الإثيوبى وإقدامه على خطوات أحادية لا تستمع ولا ترضخ لأى تفاوض وكأنه ليس هناك اتفاق مبادئ يحكم العملية كلها وهو ما حدا بوزير خارجية مصر أن يعلن أن مصر تعرضت لاختبارات كثيرة أثبتت فيها حسن النوايا وسعة الصدر ورغبتها فى عدم جر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه من عدم استقرار وأن التفاوض لن يستمر إلى ما لا نهاية.. حقا لقد نفد صبر مصر وشعبها وما لا تدركه إثيوبيا أن للصبر حدوداً نتمنى ألا تتخطاها.