الدوبلير.. البطل «ضحية» عالم الفن

الدوبلير.. البطل «الضحية» في عالم الفن
الدوبلير.. البطل «الضحية» في عالم الفن

◄ المنتجون يرفضون التأمين عليهم لخطورة المهنة والشركات تمتنع

الدوبلير.. ذلك الشخص الرابض أمام الكاميرات في أكثر المشاهد خطورة، يفعل كل ما لا يستطيع الممثل أن يفعله لكنه في النهاية لا يستطيع أن يظهر بوجهه أمام الكاميرا، يتعرض للموت في مرات كثيرة، لينال في نهاية المطاف جزءاً لا يتعدى واحد من مئة مما يناله النجم الذي يفديه بروحه ليظهر في النهاية النجم البطل المغوار أمام الكاميرات.

«بوابة أخبار اليوم» فتحت ملف الدوبلير المهضوم حقه في أفلام تحقق الملايين بسبب المشاهد التي يقوم بتأديتها.


رغم أنه من المنطقي والطبيعي أن يكون الدوبلير هو البطل الفعلي الذي يترتب عليه نجاح العمل، رغم ذلك لا يعترف الجمهور بهذا الجهد، ويستعين المخرج بالدوبلير في مشاهد المطاردات والأكشن ومشاهد الحريق وغيرها من اللقطات الخطيرة التي يظهر فيها الممثل بأنه البطل الخارق والفارس المغوار، وتم اللجوء إلى الدوبلير في معظم الأفلام المصرية والعالمية في مشاهد العنف.

 

أزمة مع المنتجين 
ورغم خطورة عمل الدوبلير إلا أن المنتجين دائماً يعتبرونه مكملاً للعمل الفني لا أساسياً فيه، ظانين أنه يمكن الاستغناء عنه أو حتى يمكن أن تتم الاستعانة بغيره، فإذا ما تعرض للإصابة لا يكون على المنتج أي مسئولية تجاهه لأنه يوقع عقداً به بند يؤكد فيه الدوبلير أنه مسئول مسئولية كاملة عن أي إصابات تحدث له، وبالتالي فلا يوجد له أي تعويض في حالة الإصابة، وهناك دوبليرات كثيرون تعرضوا لإصابات لم يجدوا ثمن العلاج ولا أي تعويض من المخرج.

ولا يلقى الدوبلير في السينما ما يلقاه البطل الرئيسي من نجومية وشهرة، لكن لا يستوي سير العمل الدرامي دونه، وتكمن أهميته بنفس أهمية البطل.

عصام الوريث واحد من أهم الدوبليرات في السينما الفترة الحالية، بدأ في مجال مشاهد الخطر بالمصادفة، بعد أن تمرس على رياضة الجمباز، لياقته البدنية زجت به داخل مهنة السينما وفتحت له بابًا لم يكن يتوقعه، حتى أتقن المهنة على مدار سنواته خبرته، كان بديلا لممثلين مشهورين ومغمورين، يذكر منهم "أحمد السقا وأحمد آدم وضياء الميرغني"، وآخرين.

قنبلة تبطش بدوبلير
لا تتعدى مشاهد الوريث بضع دقائق على شاشة السينما، تحتاج إلى تحضيرات مسبقة، فيذكر أن الدوبلير لابد أن يكون متقنًا لفنون القتال، ولديه مهارات حركية مميزة، لا يحتاج حتى أن يكون شبيه الممثل الأساسي من حيث الملامح، كما لا يتحكم جنس البطل وفقًا لـ"الوريث" في تحديد الدوبلير، يقول "ممكن يبقي ولد دوبلير لممثلة عادي جدا"، بشرط ألا يبدو ذلك للمشاهد.

لا يعبأ "الوريث" بنسبة الخطر في مشاهده، ويرى أن كل مهنة فيها نسبة خطر المهم هو شغفك لها، يستعد لمشاهده هو وفريق العمل، خطوات تأمينية يتحثثها "الوريث" لا تقل نسبتها عن 90 في المئة.

 

10% للقدر
 ويقول: "التأمين كامل لكن كل حاجة بإذن الله، وأنا بسيب 10 في المئة للقدر، كل حاجة في إيد ربنا، ممكن تبقى التحضيرات كاملة وتحصل حاجات مش محسوبة".

يجلس "الوريث" كثيرًا وسط قاعة السينما متفرجًا على ما يقوم به من مشاهد، ومراقبًا لردود أفعال الجمهور، لا يشعر "الوريث" بأن نجومية الفنان لا يطاله جزء منها، يقول "مش مهم إني اتعرف، لأن فيه متعة تانية أكبر.. إني أنفذ المشهد من غير ما الجمهور يعرف إن دي خدعة، هو ده نجاحي ونجاح المشهد".

خارج شاشات السينما، يستمع "الوريث" لبعض النجوم كما يقول لممثلين ينكرون وجود دوبلير، "ما بزعلش لما ممثل يقول إنه مالوش دوبلير وهو ليه، لأن هو ده الصح، والمفترض إن الجمهور لا يعرف".
وعن تعرضه للإصابات يقول: "كل حاجة بإيد ربنا لكن للأسف المنتجين مش بيعبرونا لو حصل لحد فينا حجة علشان كده أنا بأحط شروط في العقد لأي دوبلير من المجموعة بتاعتي يشتغل في أي فيلم، وكمان باتفق على أجر يعوض أي إصابة ممكن تحصل، بس الوضع في العموم سيئ، حتى شركات التأمين مش بترضى تأمن على حياتنا على أساس إن مهنتنا خطرة.

 

شروط الدوبلير

مصطفى محروس، دوبلير وشبيه النجم محمد رمضان أكد أنه لابد أن تتوافر في الدوبلير عدة شروط منها أن يحظى بنسبة لا تقل عن 70% في وجه الشبه بينه وبين بطل العمل حتى يستطيع الماكير تنفيذ الشخصية المطلوبة ويجب أن يتمتع باللياقة البدنية العالية والقبول بكل المخاطر التي قد يتعرض لها أثناء العمل.

محروس يؤكد أن أجره لا يتعدى العشرة آلاف جنيه في حالة تنفيذ المشاهد الخطرة في العمل الدرامي ككل الذي يقوم به البطل وتصل إلى ألف جنيه فقط لا غير في اليوم سواء تصوير مشهد أو أكثر وأياً كان نوع الخطر الذي يتعرض له في ذلك المشهد وما يتحصل عليه من العمل يقوم بإنفاقه للمحافظة على وجه الشبه الذي يتمتع به مع محمد رمضان، والمفارقة ورغم كل هذه المخاطر فهو يعمل ولا يوجد تأمين على حياته من المنتجين ولا تحميهم نقابة المهن التمثيلية التي لا تعترف بهم.

ويعتز محروس بتجسيده لشخصية «قلب الأسد» فى إعلان النجم محمد رمضان الذي عرض من خلاله جميع الشخصيات التي قام بتجسيدها في أعماله الفنية وشخصية صالح القناوي في مسلسل «نسر الصعيد» و«الديزل».