محذرًا من برامج خراب البيوت..

المشرف على الرواق الأزهري: المودة والرحمة مظلة الأمان للأسرة والمجتمع

الدكتور عبد المنعم  فؤاد المشرف على الرواق الازهرى
الدكتور عبد المنعم  فؤاد المشرف على الرواق الازهرى

كتبت ايمان عبد الرحمن

أكد الدكتور عبد المنعم  فؤاد المشرف على الرواق الازهرى، أن هناك مقاطع من برامج اجتماعية فضائية في مجتمعنا العربي قد تحرض المرأة على بيتها وأسرتها وتطلب من الزوجة أن تكون ندا للرجل وترد عليه كل كلمة بكلمة، وتدعو الزوجة أن تعد العدة لذلك مستقبلا فتكون مؤمنة نفسها وظيفيا وماديا تحسبا للطلاق في أي لحظة، فالوظيفة والمرتب والمادة والندية والشجاعة وقوة الشخصية حسب المذيعة الفاضلة هي أمور لابد أن تكون سجية في المرأة، و"إيه يعني لو طلق الزوج أو ذهب بلا رجعة فأنتي - بحسب رؤية البرنامج - تستطيعي أن تختاري أحسن منه وأكتر والرجال- على قفا من يشيل -؟ ينتظرون مثلك وما أكثرهم". 

اقرأ أيضا| الرواق الأزهري.. الماضي والحاضر في مواجهة طيور الظلام

وأشار "فؤاد"، إلى أن هذا المقطع من إحدى البرامج يحمله صاحب البيت الذي خرب حيث تم تطبيقه واقعيا - حسب قول الرجل من زوجته حرفا بحرف وقال زوجتي شغوفة بهذا البرنامج. 

وأعرب "فؤاد"، عن أسفه على مثل هذه البرامج  -بغض النظر عن صدق الرجل تجاه زوجته فقد يكون نسب لها ما لم تفعل وهذا وارد - لكن المقطع لا يؤدي إلى نصح الزوج والزوجة وصبر كلا منهما على الآخر وخلق جو الهدوء المنشود، بل يقوم بالتحيز لطرف دون الآخر ويظن أصحابه أنهم يحسنون صنعا!! وهذا ما جعل محاكمنا تعج بالقضايا وهذا ما جعل البيوت لا تستقر! 

وطالب الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن تكون المودة والرحمة والمعاشرة الحسنة هي مداد الاستقرار الأسري ومظلة الأمن في البيوت (وجعل بينكم مودة ورحمة)، والرجل لابد أن يعاشر بمعروف والمرأة لا نجاة لها لعمار بيتها سوى حنانها وقوة تحملها وثقتها في زوجها وأولادها (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). 

وأشار "فؤاد"،  إلى إن الوظيفة والمرتب لا يمكن أن يكونا أداة آمان للمرأة مع زوجها كما يدعي من في البرنامج العجيب، ولا يليق أن تكون هذه البرامج مأدبة نسائنا وأولادنا وعليها تعتمد الأسر؛ فديننا هو مأدبة حياتنا وشرعنا هو الذي بين أن الزواج آية  من آيات ربنا، فالآمان  للزوجة في الدين والشرع الحكيم هو حسن الاختيار (لا تزوج فتاتك  إلا لتقي إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يخنها). 

وأكد  أن مؤهلات الاختيار للزوجة فقد أعلنها النبي الأكرم -صلى الله عليه وسلم-  في قوله: (تنكح المرأة لأربع لحسبها وجمالها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، مشددة على أن استقرار الأسرة والحياة الزوجية لا يكون بغير التعاون وتنازل كل طرف للآخر في بعض الأمور التي لا تغضب الله ولا رسوله وعلى الزوج أن يعاشر بالمعروف، وعلى المرأة أن تصبر على ظروف زوجها والرجل لو تحمل  أيضا وصبر على ظروف زوجته لتنزلت الرحمات في البيوت  والطمأنينة في النفوس  وخرج جيل آمن نفسيا  ومفيد اجتماعيا. 

وحذر "فؤاد"، من أن العناد يورث الخراب للبيوت حقا لا هزلا، ويبدو أن بعض  اللواتي ينصحن في هذه البرامج سالفة الذكر  قد لا يتنبهن أن ما يقولنه، قد يخرب البيوت ويحرض جناحي الأسرة على طرد المودة والرحمة واستبدالهما بالعناد والشحناء والخراب. 

وتابع: "إن امهاتنا اللواتي خرجن أطباء ومفكرين وأدباء وأساتذة جامعات ولواءات.. ألخ، لم تكن واحدة منهن خريجة جامعة السربون مثلا بل كن خريجات بيوت  كان يرفع فيها ذكر الله والشفقة والرحمة والاحترام  المتبادل بين الجميع، ألا فلنتنبه لامثال هذه الأفكار الدخيلة على بلادنا وأولادنا وبناتنا والتي تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع  فالبيوت لو خربت والعناد لو اشتد والطلاق لو ازداد أكثر فعلينا جميعا السلام!".