شهريار

برج «الأنثى»

أيمن عيسى
أيمن عيسى

جاءنى مهرولاً، يسألنى عن كتاب موثوق يشرح صفات أنثى أحد الأبراج، فأجبته»الأنثى برج الأنثى»، فاستهجن ما قلت ومضى.
يا سيدى لحواء برج واحد، اسمه برج الأنثى، تتشابه فيه 80% من الصفات، ولا فضل لحوت على عقرب أو العكس، فالأنثى هى ذلك المخلوق الذى يُشبعك ثرثرة لساعات عن نظرة فى عُرسٍ قبل سنوات، وهى ذاتها التى كانت قد ردت على خطبة عصماء منك عن أشياءٍ يوم العرس ذاته بكلمة «ماشي»، لأنها ظنّت أنك لم تهتم بها يومها.
الأنثى تستطيع السهر دون طعام، حتى تعود فى الصباح، وتأكلا، ثم هى ذاتها التى تفاجئك بالنوم ليلة العيد قبل العشاء، وقتها لا تبحث عن برجها، بل فتش عن خطأ حدث منك ربما كان أيام الخطوبة
لن تفيدك الأبراج كثيرًا لمعرفة سبب غضب أنثى بعد تجمع عائلي، فأنت لا تعلم أى نظرة جاءت من قريبة، ودخلت هذه النظرة معمل البحث والتفسير والتحليل، ولا تسألنى لماذا تُحاسَب على ما لم تفعل، فَلَو لها إجابة، لما استحق الأمر كتابة
لن يسعفك كتاب الأبراج، حين تنسى عيد ميلاد زوجتك، أو عيد زواجكما، أو عيد أول نظرة، التى غالبًا لا تتذكرها أنت مطلقًا، ولن تنفعك صفات البرج الطيبة، حين تتجاهل الثناء على الفستان الجديد، وأى كارثة حلت بك، لو لم تلمح إلي أنها اشترت فستانًا أصلاً، والحقيقة سبب نسيانك _ على قدر أهميته_ يساوى مقدار حزنها على احمرار البصلة فى الزيت، وقد أرادتها صفراء، وبالطبع كوارثك التى أنستك هذا الحدث الجلل، لن تمنع معايرتك بالغلطة فى عيد ميلاد حفيدكما، بعد ٣٠ عامًا على الجريمة
فى 80% من الطباع، الأنثى واحدة، إذن هو تشابه، ولكنه يزيد الأمر تعقيدًا، ثم تأتى سيادتك لتختصر كل هذه الخريطة شديدة التفاصيل فى الأبراج؟.. يا أخى سيب البرج اللى فاضل فى عقلنا شغال.