السنغالى ديفيد ديوب يفوز بجائزة بوكر الدولية 2021 

السنغالى ديفيد ديوب يفوز بجائزة بوكر الدولية 2021 
السنغالى ديفيد ديوب يفوز بجائزة بوكر الدولية 2021 

ترجمة‭: ‬بسمة‭ ‬ناجى

صدرت‭ ‬الرواية‭ ‬فى‭ ‬نسختها‭ ‬الانجليزية‭ ‬بعنوان‭ ‬“فى‭ ‬الليل،‭ ‬كل‭ ‬الدماء‭ ‬سوداء”،‭ ‬وهى‭ ‬رواية‭ ‬قصيرة‭ ‬عن‭ ‬جندى‭ ‬سنغالى‭ ‬أصيب‭ ‬بالجنون‭ ‬أثناء‭ ‬قتاله‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬الجيش‭ ‬الفرنسى‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى،‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬صديق‭ ‬طفولته‭. ‬يقتل‭ ‬ألفا‭ ‬ندياي،‭ ‬بطل‭ ‬رواية‭ ‬ديوب،‭ ‬الجنود‭ ‬الألمان،‭ ‬ثم‭ ‬يقطع‭ ‬أيديهم‭ ‬انتقامًا‭ ‬لمقتل‭ ‬صديق‭ ‬طفولته‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭. ‬وفى‭ ‬تعليق‭ ‬لها‭ ‬فى‭ ‬مؤتمر‭ ‬عقد‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬قالت‭ ‬لوسى‭ ‬هيوز‭ ‬هاليت،‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم،‭ ‬إن‭ ‬الرواية‭ ‬“مخيفة”‭ ‬و”مروعة‭ ‬فى‭ ‬عنفها”‭. ‬وأضافت‭: ‬“لكن‭ ‬الدموية‭ ‬لم‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬الرواية،‭ ‬إذ‭ ‬تعتمد‭ ‬المأساة‭ ‬برمتها‭ ‬على‭ ‬الانقسام‭ ‬بين‭ ‬فظاعة‭ ‬ما‭ ‬يُروى،‭ ‬وجمال‭ ‬طريقة‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭. ‬تشعر‭ ‬وكأنك‭ ‬منوم‭ ‬مغناطيسيًا‭. ‬إنها‭ ‬رواية‭ ‬استثنائية”‭.‬

اعتاد‭ ‬ديفيد‭ ‬ديوب،‭ ‬فى‭ ‬طفولته،‭ ‬رؤية‭ ‬جنود‭ ‬لا‭ ‬يختلفون‭ ‬عن‭ ‬ألفا‭ ‬ندياي،‭ ‬بطل‭ ‬روايته،‭ ‬فى‭ ‬السنغال،‭ ‬ممن‭ ‬قاتلوا‭ ‬لصالح‭ ‬فرنسا‭ ‬فى‭ ‬الحربين‭ ‬العالميتين،‭ ‬يشاركون‭ ‬فى‭ ‬المسيرات‭ ‬الوطنية‭. ‬ولكن‭ ‬حين‭ ‬بدأ‭ ‬ديوب‭ ‬فى‭ ‬قراءة‭ ‬رسائل‭ ‬الجنود‭ ‬الفرنسيين‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬بينهم‭ ‬رسائل‭ ‬جنود‭ ‬مشاة‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الأفريقية‭ ‬المستعمرة‭. ‬قال‭ ‬ديوب،‭ ‬ويعمل‭ ‬أستاذًا‭ ‬للأدب‭ ‬فى‭ ‬جامعة‭ ‬باو‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬فرنسا،‭ ‬فى‭ ‬مقابلة‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭: ‬“شعرت‭ ‬حينها‭ ‬بالسخط،‭ ‬لأننا‭ ‬فى‭ ‬السنغال‭ ‬نعرف‭ ‬جيدًا‭ ‬ما‭ ‬فعلوه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فرنسا‭. ‬دفعنى‭ ‬هذا‭ ‬لكتابة‭ ‬رسالة‭ ‬خيالية‭ ‬من‭ ‬جندى‭ ‬سنغالي”‭.‬

منذ‭ ‬إطلاقها‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬لقيت‭ ‬“شقيق‭ ‬الروح”‭ ‬ترحيبًا‭ ‬كبيرًا‭. ‬عندما‭ ‬أقام‭ ‬ديوب‭ ‬فعاليات‭ ‬تقديم‭ ‬روايته‭ ‬فى‭ ‬فرنسا،‭ ‬جلب‭ ‬له‭ ‬البعض‭ ‬“رسائل،‭ ‬وصورًا‭ ‬لجِد‭ ‬أو‭ ‬والد‭ ‬جِد‭ ‬كان‭ ‬بين‭ ‬جنود‭ ‬مشاة‭ ‬أفارقة”‭. ‬باعت‭ ‬الرواية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬170‭ ‬ألف‭ ‬نسخة‭ ‬فى‭ ‬فرنسا،‭ ‬كما‭ ‬فازت‭ ‬بعدة‭ ‬جوائز،‭ ‬منها‭ ‬جائزة‭ ‬جونكور‭ ‬دى‭ ‬ليسيه،‭ ‬وهى‭ ‬جائزة‭ ‬مرموقة‭ ‬يصوت‭ ‬عليها‭ ‬طلاب‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭. ‬ثم‭ ‬نشرت‭ ‬النسخة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬من‭ ‬الرواية‭ ‬بعنوان‭ ‬“فى‭ ‬الليل،‭ ‬كل‭ ‬الدماء‭ ‬سوداء”،‭ ‬فى‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020‭.‬

يعتقد‭ ‬ديوب‭ ‬أن‭ ‬الأدب‭ ‬“وسيلة‭ ‬تؤثر‭ ‬فى‭ ‬الناس‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتجهوا‭ ‬إلى‭ ‬القراءة‭ ‬العقلانية‭ ‬للتاريخ”‭. ‬وفى‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬“ثقافته‭ ‬متوازنة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعى‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬فقد‭ ‬ولد‭ ‬فى‭ ‬باريس‭ ‬لأم‭ ‬فرنسية‭ ‬وأب‭ ‬سنغالى‭ ‬قصد‭ ‬فرنسا‭ ‬للدراسة،‭ ‬انتقلت‭ ‬العائلة‭ ‬لاحقًا‭ ‬إلى‭ ‬داكار”‭ ‬وهو‭ ‬تغيير‭ ‬لم‭ ‬يعتبره‭ ‬ديوب،‭ ‬وكان‭ ‬فى‭ ‬الخامسة‭ ‬حينها،‭ ‬دراماتيكيًا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬إذ‭ ‬يعلق‭: ‬“كنت‭ ‬محظوظًا‭ ‬لأن‭ ‬عائلتَى‭ ‬الفرنسية‭ ‬والسنغالية‭ ‬تصرفتا‭ ‬بحرارة‭ ‬تجاه‭ ‬والدَيّ‭. ‬لقد‭ ‬تلقيت‭ ‬الحب‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين،‭ ‬ولم‭ ‬أشعر‭ ‬بهويتين‭ ‬ثقافيتين‭ ‬كمصدر‭ ‬للصراع”‭.‬

عاد‭ ‬ديوب‭ ‬إلى‭ ‬باريس‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬الأدب‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬والدته،‭ ‬القارئة‭ ‬الدؤوبة،‭ ‬قد‭ ‬غذت‭ ‬حبه‭ ‬لمجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬الفرنسيين‭ ‬والأفارقة‭. ‬فى‭ ‬الجامعة‭ ‬أصبح‭ ‬مهتمًا‭ ‬بـ‭ ‬“لوميير”،‭ ‬وكبار‭ ‬حركة‭ ‬التنوير‭ ‬الإنسانية‭ ‬فى‭ ‬مقدمتهم‭ ‬فولتير‭ ‬ودينيس‭ ‬ديدرو‭. ‬قال‭ ‬ديوب‭ ‬ضاحكًا‭: ‬“لقد‭ ‬انجذبتُ‭ ‬إلى‭ ‬جهادهم‭ ‬الخاص‭ ‬والتزامهم‭ ‬نحو‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬لن‭ ‬أقول‭ ‬أنى‭ ‬فقدتهما‭ ‬الآن،‭ ‬لكن‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬مُثل‭ ‬سياسية”‭.‬

‮     ‬يشير‭ ‬ديوب‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتعرض‭ ‬للعنصرية‭ ‬كأكاديمى‭ ‬أسود‭ ‬فى‭ ‬فرنسا،‭ ‬وأكد‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬إبعاد‭ ‬كتاباته‭ ‬عن‭ ‬النضال‭ ‬السياسي،‭ ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬يجد‭ ‬مفاهيم‭ ‬مثل‭ ‬“الاستحواذ‭ ‬الثقافي”‭ ‬قمعية،‭ ‬“خلق‭ ‬فلوبير‭ ‬مدام‭ ‬بوفارى‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬امرأة”‭. ‬يفضل‭ ‬ديوب‭ ‬رؤية‭ ‬الأدب‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬حرية،‭ ‬فـ‭ ‬“لا‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬نحبس‭ ‬أنفسنا‭ ‬فى‭ ‬سجونٍ‭ ‬عقلية”‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬تُلمح‭ ‬“شقيق‭ ‬الروح”‭ ‬إلى‭ ‬الديناميكيات‭ ‬العرقية‭ ‬التى‭ ‬تبنتها‭ ‬خنادق‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى‭ ‬بعبارات‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭. ‬كان‭ ‬الجنود‭ ‬الأفارقة‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬المستعمرة‭ ‬مزودين‭ ‬بالمناجل‭ ‬لإثارة‭ ‬خوف‭ ‬أكبر‭. ‬يتبنى‭ ‬ألفا،‭ ‬الشخصية‭ ‬الرئيسية‭ ‬فى‭ ‬الرواية،‭ ‬الوحشية‭ ‬المتوقعة‭ ‬منه،‭ ‬ويأخذها‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬آخر‭ ‬بالخروج‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬لقتل‭ ‬جندى‭ ‬ألمانى‭ ‬والعودة‭ ‬بيده‭ ‬المقطوعة‭.‬

استدعى‭ ‬ديوب‭ ‬أيضًا‭ ‬اللغة‭ ‬الوُلُوفية،‭ ‬اللغة‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬بها‭ ‬أثناء‭ ‬نشأته‭ ‬فى‭ ‬السنغال،‭ ‬لإعطاء‭ ‬ألفا،‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬الفرنسية‭ ‬فى‭ ‬الرواية،‭ ‬صوتًا‭ ‬خاصًا‭ ‬به‭. ‬يقول‭ ‬ديوب‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭: ‬“حاولتُ‭ ‬تشكيل‭ ‬الفرنسية‭ ‬باستخدام‭ ‬الإيقاع‭ ‬والتكرار،‭ ‬لجعلها‭ ‬تبدو‭ ‬مثل‭ ‬الوُلُوفية‭ ‬قليلاً‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬التحدث‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬رسمية”‭.‬

أرجع‭ ‬ديوب‭ ‬الفضل‭ ‬إلى‭ ‬الروائى‭ ‬الإيفوارى‭ ‬أحمد‭ ‬كوروما‭ (‬1927-‭ ‬2003‭) ‬لإضفاء‭ ‬نكهة‭ ‬أفريقية‭ ‬فريدة‭ ‬على‭ ‬الفرنسية،‭ ‬كشكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬“استعادة”،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبير‭ ‬ديوب،‭ ‬فى‭ ‬البلدان‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬الفرنسية‭ ‬لغتها‭ ‬الرسمية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الحكم‭ ‬الاستعماري‭.‬

شجعت‭ ‬الرواية‭ ‬أيضًا‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭ ‬الاستعمارى‭ ‬المطروح‭ ‬فى‭ ‬الروايات‭ ‬الفرنسية‮ ‬‭ ‬كرواية‭ ‬أليس‭ ‬زينتر‭ ‬“فن‭ ‬الخسارة”،‭ ‬وهى‭ ‬رواية‭ ‬متعددة‭ ‬الأجيال‭ ‬تدور‭ ‬أحداثها‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬الجزائرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاستقلال‭ ‬وبعدها،‭ ‬وقوبلت‭ ‬بإشادة‭ ‬مماثلة،‭ ‬وتُرجمت‭ ‬للانجليزية‭. ‬واستمد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ديوب‭ ‬وزينيتر‭ ‬القصص‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬المؤرخين‭ ‬لملء‭ ‬الفراغات،‭ ‬قال‭ ‬ديوب‭ ‬“قرأتها‭ ‬بالطريقة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬بها‭ ‬الأكاديمي‭: ‬بدون‭ ‬تدوين‭ ‬ملاحظات‭. ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬لى‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬انطباعًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬فى‭ ‬نفسى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بقى‭ ‬حين‭ ‬بدأتُ‭ ‬الكتابة”‭.‬

بينما‭ ‬قالت‭ ‬زنيتير‭ ‬إنها‭ ‬تلقت‭ ‬مئات‭ ‬الرسائل‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬سابقين،‭ ‬أسَروا‭ ‬لها‭ ‬بتجاربهم‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬الاستقلال‭ ‬الجزائرية‭. ‬“لقد‭ ‬جعلنى‭ ‬هذا‭ ‬أدرك‭ ‬فراغات‭ ‬القصص‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التصريح‭ ‬بهذه‭ ‬القصص‭ ‬قد‭ ‬خُنقت‭ ‬لزمنٍ‭ ‬طويل”‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬النظريات‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬العِرق‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار‭ ‬أشعلت‭ ‬حروبًا‭ ‬ثقافية‭ ‬مريرة‭ ‬فى‭ ‬فرنسا‭ ‬مع‭ ‬توجيه‭ ‬اتهامات‭ ‬بالأمركة،‭ ‬فإن‭ ‬نجاح‭ ‬ديوب‭ ‬وزينيتر‭ ‬يظهر‭ ‬أيضًا‭ ‬وجود‭ ‬رغبة‭ ‬فى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬المفتوح‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬فرنسا‭ ‬مع‭ ‬إفريقيا‭.‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬الخطوة‭ ‬التالية‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬الناطقين‭ ‬بالفرنسية‭ ‬فى‭ ‬البلدان‭ ‬التى‭ ‬ترتبط‭ ‬بأحداثها‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭. ‬لم‭ ‬تترجم‭ ‬“شقيق‭ ‬الروح”‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬الولوف‭ ‬بعد،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬ستصدر‭ ‬النسخة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬“فن‭ ‬الفقد”‭ ‬الأولى‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭.‬

يرى‭ ‬ديوب،‭ ‬الذى‭ ‬سينشر‭ ‬روايته‭ ‬التالية‭ ‬باللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬فى‭ ‬أغسطس‭ ‬القادم،‭ ‬عن‭ ‬رحالة‭ ‬أوروبى‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬فى‭ ‬إفريقيا‭. ‬الكتابة،‭ ‬بالنسبة‭ ‬له،‭ ‬هى‭ ‬طريقة‭ ‬لمواصلة‭ ‬بناء‭ ‬الجسور‭ ‬الثقافية،‭ ‬وهى‭ ‬وسيلته‭ ‬“للتوفيق”‭ ‬بين‭ ‬جذوره‭ ‬السنغالية‭ ‬والفرنسية،‭ ‬والصتلح‭ ‬بينهما”‭.‬

وأخيرًا،‭ ‬أضافت‭ ‬لوسى‭ ‬هيوزهاليت،‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭: ‬“يذكرنا‭ ‬ديوب،‭ ‬بأسلوب‭ ‬مثير‭ ‬ومهارة‭ ‬عالية،‭ ‬أن‭ ‬الاستعمار‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬دولة‭ ‬تنقض‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬وتتولى‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭. ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬أيضًا‭ ‬باستعمار‭ ‬عقول‭ ‬أبناء‭ ‬الدولة‭ ‬المُحتلة،‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬الشباب‭ ‬بولاء‭ ‬كبير‭ ‬لفرنسا،‭ ‬وهى‭ ‬دولة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لهم‭ ‬زيارتها‭ ‬أو‭ ‬التحدث‭ ‬بلغتها”‭.‬