دراسة أكاديمية عن رقمنة رسومات «أخبار اليوم»

الباحث يتوسط لجنة الاشراف والحكم بعد المناقشة
الباحث يتوسط لجنة الاشراف والحكم بعد المناقشة

 كتبت :منى‭ ‬نور

لم‭ ‬تكن‭ ‬الرسوم‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الفنان‭ ‬المصرى،‭ ‬رأيناها‭ ‬قديما‭ ‬على‭ ‬الحجر،‭ ‬وفى‭ ‬العصور‭ ‬الوسطى‭ ‬على‭ ‬المعادن،‭ ‬وحديثا،‭ ‬وجدناها‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬فنا‭ ‬تشكيليا‭ ‬مكمل‭ ‬للمعنى،‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬هو‭ ‬المعني‭..‬

الفن‭ ‬التشكيلى‭ ‬لغة‭ ‬بسيطة‭ ‬وسهلة‭ ‬فى‭ ‬نقل‭ ‬الإحساس‭ ‬للمتلقى،‭ ‬لذا‭ ‬وجدنا‭ ‬البحث‭ ‬العلمى‭ ‬قد‭ ‬تنبه‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬فطوع‭ ‬نظرياته‭ ‬العلمية،‭ ‬ولغة‭ ‬عصره‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬لتطوير‭ ‬وتوثيق‭ ‬هذا‭ ‬الفن،‭ ‬لخلق‭ ‬صياغة‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬له‭. ‬وجدنا‭ ‬هذا‭ ‬مترجما‭ ‬فى‭ ‬مشروع‭ ‬علمى،‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬الزميل‭ ‬الفنان‭ ‬طارق‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬فى‭ ‬دراسة‭ ‬أكاديمية،‭ ‬حصل‭ ‬عنها‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراة‭ ‬بمرتبة‭ ‬الشرف‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ (‬قسم‭ ‬جرافيك‭)‬،‭ ‬جامعة‭ ‬حلوان،‭ ‬وكان‭ ‬عنوان‭ ‬الداسة‭ (‬الرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬بين‭ ‬الرقمنة‭ ‬والأداء‭ ‬اليدوى‭ ‬فى‭ ‬إصدارات‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم‭).‬

تكمن‭ ‬أهمية‭ ‬البحث‭ ‬فى‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالكمبيوتر،‭ ‬ولكن‭ ‬كأداة‭ ‬مساعدة‭ ‬للفنان‭ ‬المتخصص،‭ ‬بهدف‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬إمكانياته‭ ‬والتأثيرات‭ ‬اللونية‭ ‬التى‭ ‬يخلقها،‭ ‬وأيضا‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬عنصر‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬يوفره‭ ‬الجهاز،‭ ‬ولكن‭ ‬حسب‭ ‬رؤية‭ ‬الباحث‭ - ‬مع‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الفنان‭ ‬هو‭ ‬الأساس،‭ ‬وهو‭ ‬الذى‭ ‬ينتقى‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ما‭ ‬يناسبه،‭ ‬ويستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أدواته‭ ‬أن‭ ‬يطوعها‭ ‬لخدمة‭ ‬العمل‭ ‬الفنى‭.‬

د‭. ‬حازم‭ ‬فتح‭ ‬الله

وأراد‭ ‬الباحث‭ ‬من‭ ‬دراسته‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬فى‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬المصرية‭ ‬باعتبارها‭ ‬ركنا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬العمل‭ ‬الصحفى،‭ ‬ودور‭ ‬الفنانين‭ ‬الموهوبين‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسة‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم،‭ ‬ممن‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬رواج‭ ‬إصدارات‭ ‬الدار،‭ ‬كما‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يلفت‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬الرقمنة،‭ ‬وأثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬المتلقى،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬بالسلب‭ ‬أو‭ ‬الإيجاب،‭ ‬وكيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية‭ ‬كوسيلة‭ ‬للارتقاء‭ ‬بشكل‭ ‬الموضوعات‭ ‬الصحفية‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬لرسوم‭ ‬توضيحية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستعانة‭ ‬بفنانين‭ ‬متخصصين،‭ ‬وأوضح‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬تتوصل‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬وتجارب‭ ‬عملية،‭ ‬سوف‭ ‬تساعد‭ ‬الباحثين‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬الرقمى‭ ‬والتصميم‭ ‬الجرافيكى‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬فى‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقمية،‭ ‬وأسلوب‭ ‬تنفيذها،‭ ‬والبرامج‭ ‬التى‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬إنجازها‭.‬

ولفت‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دراسته‭ ‬اقتصرت‭ ‬على‭ ‬إصدارات‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم،‭ ‬وحدد‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬زمانى،‭ ‬بدأه‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬مجلة‭ ‬آخر‭ ‬ساعة‭ ‬عام‭ ‬1934،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أول‭ ‬إصدار‭ ‬فى‭ ‬إصدارات‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم،‭ ‬وحتى‭ ‬وقت‭ ‬انتهاء‭ ‬الدراسة،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬تناول‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬فى‭ ‬اصدارات‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم‭ ‬فى‭ ‬الرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬بالشرح‭ ‬والتفصيل‭.‬

واتبع‭ ‬الباحث‭ ‬فى‭ ‬دراسته‭ ‬المنهج‭ ‬النقدى‭ ‬التحليلى،‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬الرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬بصحف‭ ‬ومجلات‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الرسامين‭ ‬الذين‭ ‬تواجدوا‭ ‬بالدار،‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيرهم‭ ‬فى‭ ‬تطوير‭ ‬إصداراتها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬دخول‭ ‬الرقمنة‭ ‬ومعرفة‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التطوير‭.‬

وعن‭ ‬الرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬الرقمية‭ ‬التى‭ ‬طبقتها‭ ‬الدراسة‭ ‬أوضح‭ ‬الباحث،‭ ‬أن‭ ‬الوسائط‭ ‬المتعددة‭ ‬المساعدة‭ ‬فى‭ ‬إيضاح‭ ‬المعانى‭ ‬تستهدف‭ ‬بما‭ ‬تتيحه‭ ‬للصحف‭ ‬الالكترونية‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييم‭ ‬الأخبار‭ ‬والمعلومات‭ ‬بأشكال‭ ‬ووسائل‭ ‬عديدة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المتاحة‭ ‬للصحف‭ ‬المطبوعة،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬النصوص‭ ‬والرسوم‭ ‬والصور‭ ‬الثابتة‭ ‬والمتحركة‭ ‬بالأصوات‭ ‬والتأثيرات‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توصيل‭ ‬الأفكار‭ ‬والمعاني‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ظهور‭ ‬البرامج‭ ‬المتعددة‭ ‬والمختلفة‭ ‬فى‭ ‬معالجات‭ ‬الصور‭ ‬والرسوم‭ ‬والنصوص،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاستخدام‭ ‬الحديث‭ ‬للرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬فى‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكى‭ ‬المعاصر‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬حدة‭ ‬التخصص‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الرقمية،‭ ‬وعن‭ ‬زيادة‭ ‬جودتها،‭ ‬وتسارع‭ ‬تنقلها‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لآخر،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التشكيل‭ ‬بسهولة‭ ‬فى‭ ‬بيئات‭ ‬ووسائط‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكى‭ ‬الحديث‭ ‬والمتعددة‭ ‬بفعل‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬اللغة‭ ‬الرقمية‭.‬

وأشار‭ ‬الباحث‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬انتشار‭ ‬الرسوم‭ ‬الرقمية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬والتشكك‭ ‬فى‭ ‬أهميتها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الفنى‭ ‬والإبداعى،‭ ‬وكان‭ ‬الجدل‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬رآه‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬سهولة‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬الرسم‭ ‬الرقمى‭ ‬وتلوينه‭ ‬وسرعة‭ ‬تغيير‭ ‬اللون‭ ‬بسهولة‭ ‬فى‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الفنى،‭ ‬وكذلك‭ ‬التصميم،‭ ‬ولاشك‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استغراق‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اقناع‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ومتذوقى‭ ‬الفنون‭ ‬بالرسم‭ ‬الرقمى،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تطويعه‭ ‬كأداة‭ ‬وأسلوب‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬الفنى‭ ‬والصحفى،‭ ‬وهنا‭ ‬وجب‭ ‬التوضيح‭ ‬أن‭ ‬الرسم‭ ‬الرقمى،‭ ‬ليس‭ ‬بديلا‭ ‬للرسم‭ ‬اليدوى،‭ ‬لكنه‭ ‬إبداع‭ ‬جديد‭ ‬يناسب‭ ‬التطور‭ ‬التكنولوجى‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬طرأ‭  ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭.‬

ويرى‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬فى‭ ‬الرسوم‭ ‬المتحركة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وفى‭ ‬أسلوب‭ ‬التحريك‭ ‬الذى‭ ‬وفر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والمال‭ ‬بسبب‭ ‬الرقمنة‭ ‬والبرامج‭ ‬الجديدة،‭ ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬إيجابى‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استخدام‭ ‬الرسوم‭ ‬الرقمية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬موهبة‭ ‬عند‭ ‬مستخدميها‭.‬

وعن‭ ‬الفن‭ ‬الرقمى‭ ‬أوضح‭ ‬الباحث‭ - ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬المناقشة‭ - ‬أنه‭ ‬مصطلح‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭  ‬والتصميمات‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الحاسوب‭ ‬الآلى‭ (‬الكمبيوتر‭) ‬والبرامج‭ ‬المتخصصة‭ ‬فى‭ ‬تنفيذها،‭ ‬مثل‭ ‬برنامج‭ (‬أدوبى‭ ‬فوتوشوب‭)‬،‭ ‬وبرنامج‭ (‬باور‭ ‬بوينت‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬المتخصصة‭ ‬فى‭ ‬الرسم‭.‬

والفن‭ ‬الرقمى‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أصبح‭ ‬ضمن‭ ‬أفرع‭ ‬الفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬الجاذبة‭ ‬للنظر،‭ ‬ليس‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ - ‬فقط‭ - ‬لكن‭ ‬أصبح‭ ‬له‭ ‬شأن‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لازالت‭ ‬هناك‭ ‬أصوات‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بهذا‭ ‬الفن‭ ‬وتهمشه‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬يشارك‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المعارض‭ ‬العامة‭ ‬المصرية‭ ‬والدولية‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬تطبيقا‭ ‬لهذا،‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬الباحث‭ ‬بإيداع‭ ‬أربع‭ ‬لوحات‭ ‬منفذة‭ ‬بالتقنية‭ ‬الرقمية‭ ‬بمتحف‭ ‬الفن‭ ‬الحديث،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬معارض‭ ‬متخصصة‭ ‬فى‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية‭ ‬فقط‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تعريف‭ ‬آخر‭ ‬للفن‭ ‬الرقمى‭ ‬فى‭ ‬أنه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ينتجه‭ ‬الفنان‭ ‬من‭ ‬رسومات‭ ‬أو‭ ‬تصميمات‭ ‬أو‭ ‬معالجات‭ ‬فنية،‭ ‬معتمدا‭ ‬على‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلى،‭ ‬وبرامجه‭ ‬الرسومية‭ ‬المتخصصة‭.‬

وأقر‭ ‬الباحث‭ ‬بوجود‭ ‬تشكيك‭ ‬فى‭ ‬أهمية‭ ‬ومصداقية‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإبداعى‭ ‬بحجة‭ ‬سهولة‭ ‬العمل‭ ‬فيه،‭ ‬والسرعة‭ ‬فى‭ ‬تنفيذه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الفنانين،‭ ‬ومحاولات‭ ‬مضنية‭ ‬لاقناع‭ ‬الأكاديميين‭ ‬الرافضين‭ ‬له،‭ ‬وأن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬أهل‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬أنه‭ ‬محاولة‭ ‬لخلق‭ ‬فن‭ ‬جديد،‭ ‬وليس‭ ‬فنا‭ ‬بديلا‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬الكاميرا،‭ ‬التى‭ ‬جاءت‭ ‬قبل‭ ‬مائة‭ ‬عام،‭ ‬وكانت‭ ‬اختراعا‭ ‬مساعدا‭ ‬للعمل‭ ‬الفنى‭.‬

وأكد‭ ‬الباحث‭ ‬للرافضين‭ ‬لهذا‭ ‬الفن‭ ‬أن‭ ‬اللوحة‭ ‬فى‭ ‬الفن‭ ‬الرقمى‭ ‬تشبه‭ ‬فى‭ ‬تكوينها،‭ ‬عملية‭ ‬إعداد‭ ‬اللوحة‭ ‬الكلاسيكية،‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرقا‭ ‬وحيدا،‭ ‬هو‭ ‬أدوات‭ ‬التنفيذ‭.‬

وجاء‭ ‬فى‭ ‬سرد‭ ‬الباحث‭ ‬لدراسته‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬الفن‭ ‬الرقمى‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬التصميم‭ ‬والرسم‭ ‬قد‭ ‬مر‭ ‬بمراحل‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬التطور‭ ‬التدريجى،‭ ‬وتأثر‭ ‬به‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفنانين،‭ ‬وأن‭ ‬الشق‭ ‬الأساسى‭ ‬الذى‭ ‬لفت‭ ‬نظر‭ ‬الباحث‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬أعمال‭ ‬رقمية‭ ‬ناجحة‭ ‬شكلت‭ ‬نقلة‭ ‬وطفرة‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬الجرافيكى،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬والإخراج‭ ‬الصحفى‭ ‬والفنى‭ ‬للصحف‭ ‬والمجلات،‭ ‬وكذلك‭ ‬أغلفة‭ ‬الكتب،‭ ‬وهناك‭ ‬أعمال‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المطلوب،‭ ‬وقد‭ ‬يرجع‭ ‬السبب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يمارسون‭ ‬الأعمال‭ ‬الرقمية‭ ‬غير‭ ‬متخصصين،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬سلبى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المتخصصين‭ ‬قدموا‭ ‬نماذج‭ ‬إبداعية‭ ‬مختلفة‭ ‬مع‭ ‬اتقانهم‭ ‬العمل‭ ‬بأجهزة‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬وبالتالى‭ ‬العمل‭ ‬الرقمى‭.‬

للفنان‭: ‬بيكار‮«‬‭ ‬تقنية‭ ‬يديوية‮»‬

وأكد‭ ‬الباحث‭ ‬أن‭ ‬الرقمنة‭ ‬أفادت‭ ‬كثيرا‭ ‬فى‭ ‬الأعمال‭ ‬الجرافيكية‭ ‬المختلفة،‭ ‬فأصبحنا‭ ‬نشاهد‭ ‬الملصقات‭ ‬الشهيرة،‭ ‬وأغلفة‭ ‬الكتب‭ ‬والمجلات‭ ‬والصحف،‭ ‬ورسوم‭ ‬كتب‭ ‬الأطفال‭ ‬وأفلام‭ ‬الكرتون،‭ ‬معظمها‭ ‬منفذة‭ ‬ببرامج‭ ‬الجرافيك‭ ‬على‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلى،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬المزايا‭ ‬العديدة‭ ‬التى‭ ‬توفرها‭ ‬تلك‭ ‬التقنية‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬باستفاضة‭ ‬فى‭ ‬صفحات‭ ‬البحث‭.‬

ولأول‭ ‬مرة‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬شروط‭ ‬مناقشة‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اقامة‭ ‬معرض،‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬عرض‭ ‬التجربة،‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬الباحث‭ ‬فيها‭ ‬بتنفيذ‭ ‬22‭ ‬عمل‭ ‬تشكيلى‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم‭ ‬المختلفة،‭ ‬أخضعهم‭ ‬لعملية‭ ‬التحول‭ ‬الرقمى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬طرحه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬خلال‭ ‬المناقشة‭ ‬وتوصل‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬نتائج‭ ‬أكد‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الرسوم‭ ‬التوضيحية‭ ‬فى‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬المصرية‭ ‬باعتبارها‭ ‬ركنا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬العمل‭ ‬الصحفى،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الفنانين‭ ‬الموهوبين‭ ‬داخل‭ ‬أخبار‭ ‬اليوم،‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لأعمالهم‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬رواج‭ ‬اصدارات‭ ‬الدار‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬الباحث‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأساليب‭ ‬الحديثة‭ ‬أتاحت‭ ‬للفنان‭ ‬توفير‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬وإبراز‭ ‬الفكرة‭ ‬الفنية‭ ‬بشكل‭ ‬أسرعة‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬بالرسوم‭ ‬اليديوية،‭ ‬وعرض‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬فى‭ ‬لوحة‭ ‬فنية‭ ‬واحدة،‭ ‬استطاع‭ ‬فيها‭ ‬إدخال‭ ‬عناصر‭ ‬شكلية‭ ‬ولونية‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‭ ‬فى‭ ‬الرسوم‭ ‬التوضيحية،‭ ‬مكنتها‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬إبداع‭ ‬على‭ ‬الإصدارات‭ ‬الصحفية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومتماشية‭ ‬مع‭ ‬أساليب‭ ‬الطباعة‭ ‬وطرق‭ ‬تنفيذها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخري‭.‬

معالجة‭ ‬الباحث‭ ‬الرقمية

ولفت‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تجارب‭ ‬الفنان‭ ‬التشكيلية‭ ‬وثقافته‭ ‬ودراسته‭ ‬تظهر‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأعمال‭ ‬الرقمية،‭ ‬فقدرته‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬الفارق‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الرقمنة،‭ ‬وليس‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلى‭ ‬وبرامجه‭ ‬المتعددة،‭ ‬فالذى‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الرسم‭ ‬اليدوى‭ ‬والرقمى‭ ‬فى‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬الفكرة،‭ ‬أما‭ ‬الاختلاف‭ ‬فكان‭ ‬فى‭ ‬طرق‭ ‬وآليات‭ ‬التنفيذ‭.‬

تم‭ ‬مناقشة‭ ‬الرسالة‭ ‬بكلية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة،‭ ‬بجامعة‭ ‬حلوان،‭ ‬بإشراف‭ ‬د‭.‬محمد‭ ‬حازم‭ ‬فتح‭ ‬الله‭ (‬أستاذ‭ ‬الجرافيك‭) ‬بالكلية،‭ ‬ود‭.‬أشرف‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬أستاذ‭ ‬الجرافيك‭ ‬بالكلية،‭ ‬وضمت‭ ‬لجنة‭ ‬المناقشة‭ ‬كلا‭ ‬من‭: ‬د‭.‬مها‭ ‬درويش‭ ‬محمد‭ ‬أستاذ‭ ‬الجرافيك‭ ‬بجامعة‭ ‬الاسكندرية،‭ ‬د‭.‬رانية‭ ‬على‭ ‬الحصرى،‭ ‬أستاذ‭ ‬جرافيك،‭ ‬بجامعة‭ ‬حلوان‭.‬