حكايات| عم صادق «خليفة الأنبياء».. رحلة 50 عاما في رعي الأغنام

عم صادق «خليفة الأنبياء».. رحلة 50 عاما في رعي الأغنام
عم صادق «خليفة الأنبياء».. رحلة 50 عاما في رعي الأغنام

كتب: حمد الترهوني 


على مدار أكثر من 50 عاما، شق عم صادق طريقه في مهنة الأنبياء التي استمد منها الصبر والحكمة والقدرة على التحمل، حتى أصبح في عمر الثمانين ولا يزال يعشق مهنة رعي الأغنام.

 

رسم رعي الأغنام خريطة نصف قرن على وجه عم صادق المجعد والتي بدأها شابا يافعا وحتى المشيب ولا يزال يعشق مهنته التي يرى فيها راحته النفسية مع أسرته البسيطة داخل مراعي القرية والقرى المجاورة لها. 

 

يقول العم صادق عبدالغني صاحب الثمانين عام، وهو أحد أهالي أبناء قرية عرب أبوقلتة التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، إنه توارث مهنة الغنام عن الآباء والأجداد وأن والده كان قد كون قطيع الثروة الحيوانية وحافظ هو عليها واستكمل المسيرة.

 

 

يعمل صادق في رعي الأغنام منذ الصغر حتى بات متفرغا لها وليس لديه مهنة أخرى؛ حيث يكتفي ببيع رؤوس الأغنام للإنفاق منها وأنه ليس من السهل أن يمارس أي أحد مهنة رعي الأغنام.

 

يروي عم صادق: "إحنا مهنة المشاق والتعب..  أعمل بمهنة الرعي منذ قرابة نصف قرن كنت أى جدي ووالدي أثناء رعيهما للأغنام والماعز وحبهما الشديد لهذه المهنة وهذا كان أكبر تشجيع لي على حب وعشق هذه المهنة الصعبة المتعبة".

 

اقرأ أيضًا| «الخواص» حامي نهر النيل.. قطب صوفي لا يستطيع وليّ دخول مصر إلا بإذنه

 

ويمضي في حديثه: "أنا سعيد جدا بكوني امتهن مهنة الأنبياء والرسل.. ويومي يبدأ بعد صلاة الفجر فأقول بالتجول بين الزراعات واقطع مسافات كبيرة تصل من 10 إلى 20 كيلو مترا يوميا سيرا على الأقدام".

 

 

يستهدف عم صادق الرعي في الأماكن التي تمثل مرعى ملائم مثل مكان حصاد محصول القمح وبنجر السكر ويفضل مع نهاية البرسيم هذا يكون أطعم وأشها أنواع عند الأغنام. 

 

أحب الرجل الثمانيني مهنته واعتاد عليها لكن مع مررور الزمن اختلفت طبيعة الزراعات وأصبح الرعي ضعيف عن الأعوام السابقة، لكنه يقوم الآن بتحصين الثروة الحيوانية أولا بأول ضد الأمراض الوبائية وتقديم الرعاية البيطرية لقطيع الأغنام والماعز على نفقته الخاصة التي تصل إلى خمسة آلاف جنيه خلال سته شهور في العام.

 

رزق الله هذا الرجل الثمانيني بولدين و8 أحفاد معظمهم يعمل معي في رعي الأغنام والآخرين بالتعليم لأن ليس لديه أي عمل آخر غير تربية ورعي الأغنام.. "أنا فخور بهذه المهنة لأنها مهنة أعظم البشر وهم الأنبياء والرسل".