طريق النور

قيمة العلم والتعليم

محمد أبوذكري
محمد أبوذكري

حدثنى شاب ذكى عن أوجاعه وهمومه فى المدرسة الثانوية التى يتعلم بها، الشاب الصغير السن الكبير العقل، المتفوق بشكل لافت جدا واسمه أدهم، قال لى والحسرة والألم يسكنان عقله وقلبه، تعلمت من أبى وأمى الصدق والأمانة فى كل شىء، وأن التفوق والنجاح شرط أساسى للتميز والتقدم، وتعلمنا منهما أن الناس لا تحترم الغشاش، وعلمونى بأن العلم هو الذى يرفعك لمصاف النابهين، وأخبرونى بأن النفاق والكذب عملة مغشوشة زائفة لا يقبلها الناس، وأن الحق والحقيقة والاجتهاد فى الدراسة سوف تطرد كل الغشاشين والكسالى، كما علمنى مدرس الفصل أن أقرأ فى كل شىء، حتى لو كان فى الشعر الجاهلى الذى لم أفهم فى البداية، وبعد محاولات كثيرة أحببته جداً.

ورغم كل ذلك وجدت زملائى فى المدرسة أكثرهم لا يهتمون بالشعر أو العلم أو المذاكرة والمفاجأة أنهم ينجحون بطرق عجيبة لا أريدها ولا أتمنى أن أفعلها وهى "الغش فى الامتحان" وصدمنى أدهم بقوله أنه فى مادة "الجغرافيا" كان هناك سؤال لم أعرف إجابته فقررت تركه وبينى وبين نفسى قلت أرسب فى الامتحان أفضل لى، ولا ألجأ للغش أبدا، أدهم يحكى نموذجاً لآلاف التلاميذ والطلاب المتميزين.

هذا نموذج لشاب نابه تربى على الصدق والأمانة والاجتهاد فى المذاكرة لكى ينجح بعقله وعرقه وجهده وإصراره على التفوق، استمعت له جيدا وانعقد لسانى عن التعليق وشرح الحقيقة المؤلمة التى يمر بها التعليم فى مصر، فماذا نحن فاعلون مع جيل قادم يريد أن يرى الصدق والنور والرؤية الواضحة للمستقبل، حتى لا يقع فى متاهة الأيام فى بلده، ولا يهرب إلى الخارج ليجد عالما آخر يحترم قيمة العلم وقيمة الإنسان.