سفاح البلاجات.. ممثل شهير عمل مُحصل نور وتزوج إسبانية 

الفنان الراحل  سعيد أبو بكر
الفنان الراحل سعيد أبو بكر

أسماه فطين عبد الوهاب «فاتن النساء»، ونادته ليلى مراد بـ«سفاح البلاجات»، وعرف بين أبناء جيله بـ«عفريت الستات» خاصة عندما يرتدي القميص الأمريكاني المشجر والشورت الأبيض والصندل الذي تبرز منه أصابع قدميه ويضع على رأسه قبعة بيضاء تشبه قبعات عمال الإنقاذ في ذلك الوقت.

 

وعفريت الستات هو الممثل الكوميدي الأول لفرقة المسرح القومي وهو مخرج مسرحي يقدم الدرامات العنيفة إلى جانب الأدوار الهزلية التي يلعبها في الأفلام إنه سعيد أبو بكر أو شيبوب فى فيلم عنتر، والمتحرش فى فيلم بين السما والأرض، وكاوتش في فيلم تاكسي الغرام وبرقع أفندي في فيلم دستة مناديل، وأمين سكرتير المحامي في فيلم الأستاذة فاطمة.

 

إنه الممثل والمخرج الذي استطاع أن يصل إلى الصف الأول من بين نجوم المسرح ولكنه لم يستطع أن يتخطى الصف الثاني من نجوم الشاشة.

 

مقلب أنور وجدي 

 

بدأ عفريت الستات حياته ككومبارس في مسرح رمسيس وكان يجلس في غرفة واحدة مع أنور وجدي، وعندما نال سعيد أبو بكر البكالوريا عرضت عليه وظيفة «محصل نور» في السويس بمرتب 6 جنيهات في الشهر فتردد في الالتحاق بالوظيفة وكاد أنور وجدي يجن من تردده هذا، فكيف يضحي هذا المجنون بمبلغ 6 جنيهات في الشهر، ودخل عليه أنور وهو يلهث وقال له: الحق خد الوظيفة قبل يوسف بيه ما يلطشها منك.

 

وظن سعيد أبو بكر أن يوسف وهبي سيلطش منه الوظيفة ذات الـ6 جنيهات فقدم استقالته من المسرح، وسافر إلى السويس والتحق بالوظيفة، وفي القناة تعلم كيف يتكلم مع اليونانيين والإيطاليين بلهجاتهم عندما يتحدثون بالعربية، ثم رقي من هذه الوظيفة إلى وظيفة «مخزنجي ثلج» ثم رقي إلى وظيفة بأحد المجالس البلدية يتولى فيها حركة تنقلات البغال.

 

ثم استقال من وظيفته الأخيرة وجاء إلى القاهرة ليلتحق بالحقوق الفرنسية والمعهد العالي للتمثيل ثم اشتغل مدرسا للتمثيل ونجما ومخرجا بالمسرح الحديث، ولقد تشرد سعيد أبو بكر مع أنور وجدي في شارع عماد الدين سنوات طويلة.

 

هذا جناه أبي علي 

 

وتزوج من سيدة أسبانية ولم ينجب منها أطفالا.. وعندما سألته: - لماذا لم تنجب أطفالا.. فرد يقول المعري: - هذا جناه أبي علي وما جنيت على أحد.  
         

وتقول سيرته إنه ولد في طنطا بمحافظة الغربية وتلقى تعليمه في مدرسة طنطا الابتدائية، ثم طنطا الثانوية وحصل على البكالوريا عام 1933، وظهرت مواهبه الفنية فى سن مبكر فانضم إلى فريق التمثيل ، وشارك فى العديد  من المسرحيات على مسرح المدرسة، وكان أشهرها  مسرحية لويس التاسع.

 

سافر إلى القاهرة وعمل بفرقة رمسيس بأجر شهري 3 جنيهات، ولكنه ترك الفرقة وسافر إلى السويس بحثا عن فرصة أفضل للعمل، عاد مرة أخرى للقاهرة وانضم إلى فرقة أنصار التمثيل والسينما وفرقة فاطمة رشدي وفرقة ملك وفرقة فؤاد الجزايرلي ومع افتتاح زكي طليمات لمعهد المسرح عام 1945 كان سعيد أبو بكر من أوائل الملتحقين بالمعهد ونال إعجاب زكي طليمات حين قدم جزء من مسرحية البخيل فى اختبارات دخول المعهد.

 

عمل مفتشاً بالمسرح المدرسي إلى جانب عضويته كممثل في فرقة المسرح الحديث ومع بداية الخمسينات أخرج عددًا من المسرحيات منها مسرحية : «صندوق الدنيا، بابا عايز يتجوز، حواء ، الناس اللي فوق»، ومثل في عدة مسرحيات منها : «البخيل، مسمار جحا، مريض بالوهم، وغيرها».

 

ومع بداية فرق التليفزيون ترشح ليكون مديرا لفرقة المسرح الكوميدي عام 1963 وبعد ذلك مديرا للفرقة الإستعراضية الغنائية وقدم عدد كبير من المسرحيات منها :«بنت بحري، حمدان وبهانة، القاهرة في ألف عام»، واتجه للسينما بعد أن تعرف على المخرج محمد كريم وكان أول دور له على شاشة السينما في فيلم يوم سعيد عام 1940 والوردة البيضاء الذي أخرجه محمد كريم، وكان  الفيلم الوحيد الذي شارك فيه بالبطولة فيلم «السبع أفندي»، ورحل عن عالمنا فى 16 اكتوبر عام 1971.