القـــدس العــربية.. والجنون الصهيونى!!

جلال عارف
جلال عارف

المحاولات المحمومة من جانب نتنياهو لتفادى السقوط لا تتوقف. فى الساعات الأخيرة كان التركيز على القدس العربية الواقعة تحت الاحتلال الصهيوني. ففى الوقت الذى يستمر فيه الحصار على حى الشيخ جراح وتهديد سكانه الفلسطينيين بالاخلاء القصري، تتصاعد التحركات الاستفزازية من جانب الصهاينة حول المسجد الأقصى فى حماية الشرطة، ثم يبلغ الاستفزاز مدى أكبر بالإعلان عن مسيرة للمتطرفين الصهاينة فى القدس العربية يوم الخميس القادم بالقرب من الأقصي، وهو ما استدعى من الفلسطينيين الدعوة للاحتشاد دفاعاً عن المقدسات ورفضاً للتهديدات الصهيونية.

لا يمكن فصل كل هذه التحركات عن المناخ المحموم الذى تعيش فىه اسرائيل، والصراع الذى يجرى حول تشكيل الحكومة الجديدة التى تنهى عهد نتنياهو. ولا يمكن فصل ذلك عن حملات التحريض المحمومة من جانب نتنياهو وأنصاره لمنع تشكيل هذه الحكومة بأى طريق.

ومن هنا  كانت مخاوف كل الأجهزة الأمنية الاسرائيلية من انفجار الأوضاع بصورة تفوق كل التوقعات. فالمناخ مشحون، ونتنياهو وأنصاره يواصلون التحريض، وعتاة المتطرفين والمستوطنين لا يتصورون أى خطوة للوراء بعد أن عاشوا أوهام الصفقات المشبوهة والتطبيع المجانى  وانتظار اسرائيل الكبرى فى ظل الانقسام الفلسطينى والضعف العربي.. قبل أن تفاجئهم انتفاضة القدس وما تلاها من أحداث أعادت القضية الفلسطينية إلى موقعها الأساسى فى مصير المنطقة.. حربا أو سلاماً!

ولم يكن تحذير رئيس جهاز الأمن الداخلى الاسرائيلى من تصاعد التحريض إلا تعبيراً عن هذه المخاوف. ومن هنا كان تقدير كل الأجهزة الأمنية داخل اسرائيل بخطورة التصعيد فى القدس. ثم كان اللافت موقف وزير الدفاع "جانتس" الذى دعا لإلغاء مسيرة المتطرفين الصهاينة.. مع الأخذ فى الاعتبار أن "جانتس" كان قد استدعى إلى "واشنطن" قبل أيام بعد تصريحات من "نتنياهو" باستعداده لشن الحرب ضد ايران حتى ولو عارضت أمريكا ذلك(!!) ولا شك أنه قد أبلغ بالموقف الأمريكى ليس فقط من تهديدات نتنياهو بالحرب ضد ايران. ولكن أيضاً من أى تصرف أحمق من جانب نتنياهو فى سعيه للبقاء فى السلطة بتفجير الوضع فى القدس أو شن عدوان جديد يقطع الطريق على محاولات أمريكا استعادة مواقعها فى المنطقة!

من هنا كان قرار الشرطة بإلغاء المسيرة الصهيونية ضرورياً.. لكن ذلك لا يعنى أن محاولات التصعيد فى القدس ستنتهي. إنه يؤكد على أن ما بدأ مع انتفاضة القدس لابد أن يستكمل، ولابد أن ينتصر!!