سنوات الصمود السبع

قناة السويس الجديدة.. معجزة العام الواحد

قناة السويس الجديدة
قناة السويس الجديدة

خلال الـ 7 سنوات الأخيرة شهدت الملاحة العالمية عصرا جديدا على يد القاهرة "قناة السويس" أو شريان حياة العالم الذى ينبض بدماء وعرق المصريين، ليس مجرد مجرى ملاحى عالمى تعبر منه المراكب والسفن، إنه روح الحياة التى تربط شرق الأرض بغربها، وتختصر زمان وتكلفة رحلاتها، ليست مبالغة أو تهويلا، إنها الحقيقة والرسالة التى أكدتها الأيام الأخيرة عندما جنحت السفينة العملاقة "إيفر جيفن" فى القناة، وتسببت فى توقف الملاحة لبضعة أيام، الأمر الذى أصاب التجارة العالمية بشلل كبير قدرت خسائره بنحو 10 مليارات دولار، خلال أسبوع واحد، وتأثر العالم كله بعد أقل من 48 ساعة من تلك الأزمة التى أدت إلى ارتفاع أسعار النفط، حيث قطعت الطريق أمام عبور سلع نفطية وغير نفطية تقدر بنحو 10 مليارات دولار يوميا.

المجرى الملاحى العالمى القديم والذى يتجاوز عمره قرنا ونصف القرن من الزمان، حفره المصريون بالفئوس وأرواحهم فى 10 سنوات، وأهدوه للبشرية والتجارة العالمية عام 1869 م، ومع التطور العالمى ومتطلبات العصر الجديد، كان لابد من التطوير السريع للقناة لمجابهة التحديات وقطع الطريق أمام المتربصين، وهنا خرج الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 2014، ووعد العالم بهدية مصرية جديدة للبشرية والتجارة العالمية، وبالفعل عاد بعد عام ليفتتح قناة السويس الجديدة، تلك المعجزة التى حفرها المصريون فى عام واحد، واختصرت زمن الإبحار من 22 ساعة إلى 11 ساعة فقط، وقللت زمن الانتظار للسفن من 11 ساعة إلى 3 ساعات. 

منذ إنشائها ولأهميتها الاستراتيجية، فإن القناة مستهدفة قبل 7 سنوات، وتحديدا خلال العام الذى تمكن فيه الإخوان من الوصول إلى حكم مصر، كان يتم الترتيب لمؤامرة خبيثة لبيع قناة السويس، حتى يخرج المجرى الملاحى العالمى عن السيطرة المصرية، بأى ثمن، ومن ثم يخضع للهيمنة الأمريكية، لكن المؤامرة فشلت بسبب يقظة المصريين.

فى عام حكم الإخوان كانت قناة السويس مهددة بالخروج من تحت مظلة السيادة المصرية، إلا أن المصريين أبوا، وبدلا من أن تخرج القناة خرج الإخوان من السلطة بعدما لفظهم الشعب، وبدلا أن تكون هناك قناة واحدة تحت مظلة السيادة المصرية أنجز المصريون قناة السويس الجديدة وصارت السيادة على قناتين مائيتين، وشهد محور قناة السويس خلال السبع سنوات الماضية طفرة هائلة ونوعية، فكان عام 2014 الميلاد الجديد والحلم المصرى العظيم، الذى مهد الطريق لتعزيز مكانة القناة من معبر تجارى لمركز صناعى ولوجيستى عالمى لإمداد وتموين النقل والتجارة، يجذب استثمارات فى شتى القطاعات.

شهد محور قناة السويس طفرة نوعية، منذ أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى، شارة البدء فى إنشاء مجرى ملاحى جديد للقناة وتعميق المجرى الحالى، من أجل تعظيم دور إقليم القناة كمركز لوجيستى وصناعى عالمى متكامل، وحول المشروع قناة السويس من معبر تجارى له أهمية استراتيجية واقتصادية هائلة فى حركة التجارة العالمية فقط، إلى مركز صناعى ولوجيستى عالمى لإمداد وتموين النقل والتجارة، حيث شهدت الـ 7 سنوات الماضية سلسلة من المشروعات القومية فى إطار خطة التنمية الاقتصادية، والتى غيرت معالم المنطقة الواقعة على ضفتى المجرى الملاحى لقناة السويس.

ووفقا للإحصاءات التى أعلن عنها الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، فى شهر أغسطس الماضى، بلغت إيرادات القناة 27.2 مليار دولار خلال الخمس سنوات الأخيرة مقارنة بـ 25.9 مليار دولار فى الخمس سنوات السابقة، حيث مرت 90 ألف سفينة بالقناة بإجمالى حمولة 5.5 مليار طن، بين 2015 و2020، مقارنة بـ 86 ألف سفينة بحمولة إجمالية 4.6 مليار طن بين 2010 و2015، وتستهدف القناة ارتفاع أعداد السفن المارة والعائدات إلى الضعف بحلول العام 2023، وفق الخطة الاستراتيجية.