انتباه

اطرقوا الحديد ساخناً

علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب

ما شهدته القدس وما حدث فى غزة ثم اصداء ذلك داخل فلسطين  المحتلة، وفى شوارع العالم واروقته السياسية لا يجب أن يمر دون اقصى استثمار ممكن.
على الفلسطينيين والعرب ان يغتنموا اللحظة، ويطرقوا الحديد ساخناً دون ابطاء وبصورة متواصلة للبناء على تحولات فى المواقف لاسيما داخل الغرب عموماً وفى امريكا بوجه اخص.
ثمة مفارقة لافتة يمكن البناء عليها أعنى تجاوز بعض مواقف عواصم بعيدة فى قوة تأييدها وتفهمها للحق الفلسطينى، إذا ما قورنت بردود فعل من جانب اشقاء وهنا فإن الدرس المستفاد أن على الاقربين اعادة تقييم مواقفهم سريعاً قبل ان يطلبوا المزيد من الاصدقاء المتعاطفين أخلاقياً، وانسانياً مع الحق الفلسطيين.. الاسابيع الثلاثة الأخيرة تعد - على قصرها زمنياً - لحظة فارقة فى تاريخ الصراع على ارض فلسطين فهى من ناحية تستدعى تراث الانتفاضات السابقة ومن ناحية أخرى فأنها ايقظت على المستويين الاقليمى والدولى رؤى كانت قد توارت، وتصور اصحابها أنه ليس هناك ما يستدعى الاهتمام بقضية باتت «على الرف» يغطى ملفاتها الغبار الكثيف.
شباب القدس، وعرب 48 واستخدام القوة المفرطة فى غزة، ثالوث حرك المياه الراكدة فى المواقف العربية وكسر العديد من المحرمات التى كان شبه مستحيل الاقتراب منها فى عواصم غربية عديدة أولها واشنطن بشأن الحق الفلسطينى.
والآن فإن لم يطرق الفلسطينيون على الحديد الساخن فى كل بقعة بدعم عربى حقيقى فإن ثمة أهدار  للحظة قد لا تتكرر قريباً.
لعل الخطوة الأولى لضمان تحرك فعال تتمثل فى مصالحة فلسطينية مبرأة من الحسابات الضيقة الذاتية والفصائلية واستمرار ضغط الشارع حتى لا تهدأ الانتفاضة السلمية ولا بأس من التجاوب مع حركات السلام الاسرائيلية على ضعف شوكتها.
التهدئة فى فلسطين  ليست نهاية المطاف، بل بدايته والتعامل الذكى مع أى مبادرة تطرحها أحدى العواصم الكبرى، أو أحدى المجموعات الدولية، وعدم رفض الممكن بل البناء عليه وأعتباره تقدماً مرحلياً، وتفعيل مبدأ «خذ ثم فاوض»، امور من شأنها كشف الكيان الصهيونى، ووضعه فى الزاوية الصعبة أمام العالم.
مطلوب اعادة طرح القضية بالتأكيد على جوهرها، وتجاوز الهوامش والحواشى.