إشراف : إنچى ماجد
تعد نجمة هوليوود إنجلينا جولي نموذج متفرد بين جميع جميلات السينما الأمريكية؛ بمسيرة فنية - تضم حوالي 30 فيلما - لا تتشابه مع غيرها؛ وإذا أردت معرفة الإطار الذي يحدد خياراتها الفنية؛ فهو ولعها بلون معين من القصص السينمائية؛ أتحدث عن الروايات التي تغوص في أعماق الحياة بشكل صارخ؛ والتي قد لا يصدق البعض أنها تأتي من النجمة السابقة لأفلام «Tomb Raider».. جولي صدر لها قبل أيام أحدث أعمالها السينمائية، «هؤلاء الذين يرغبون في موتي»، وهو فيلم ينتمي إلى سينما الإثارة والتشويق؛ ومبني أيضا على خيط إنساني رفيع وسط الأحداث.
رغم أن الفيلم مقتبس عن قصة صدرت في الألفية الجديدة؛ وتحديدا عام 2014 للمؤلف الأمريكي الشاب مايكل كوريتا؛ إلا أن الفيلم يضم نفحة مميزة من الألفية الماضية؛ وهي من العناصر المميزة في سيناريو الفيلم؛ الذي شارك أيضا كوريتا في كتابته؛ وتجسد أنجلينا شخصية «هانا فابر»، التي تعمل في اطفاء الحرائق بولاية مونتانا؛ وتعيش حياة صاخبة لتملأ الفراغ الذي يسود أيامها.
ووسط هذه الحياة الصاخبة؛ نعلم مع مرور الأحداث أنها لازالت مصدومة من حادث الحريق؛ الذي أودى بحياة 3 أطفال لم تستطع إنقاذهم؛ ومن أجل تجاوز صدمتها الدفينة؛ يقترح صديقها السابق عليها مغادرة المدينة والعمل في منطقة التلال؛ ظنا بأن الطبيعة الخلابة وهدوئها قد يساعدها على تجاوز حزنها.
وعلى جانب آخر، نشاهد محاسب يعمل بإدارة الطب الشرعي حياته مهددة هو وطفله الوحيد «كونور» من قبل قاتلين مأجورين؛ ليلتقي عالم «هانا» مع عالم الرجل وطفله؛ وهو طفل في حاجة ماسة إلى ملاذ آمن يحميه من الخطر اللاهث خلفه؛ لتجد «هانا» أن القدر منحها فرصة جديدة لإرضاء ضميرها المعذب؛ واستخدام مهاراتها المختلفة في حماية الطفل وإنقاذه.
يحمل الفيلم توقيع الأمريكي تايلور شيريدان، الذي يمتلك مسيرة في تأليف الأفلام تفوق مسيرته الإخراجية؛ فهو مؤلف فيلمي»Sicario» و»الجحيم» أو «المياه العالية» الذي رشح عنه لجائزة «الأوسكار» في 2016، وفي تجربته الإخراجية الرابعة؛ أجد شيريدان بارعا في تصميم المشاهد التي تدور على قمم الجبال؛ وكأنه يريد التأكيد على قوته في إخراج أفلام الإثارة والمطاردات.
وعلى عكس المتوقع؛ جاء سيناريو شيريدان ضعيفا نسبيا؛ ولو كان مصاغا بشكل أقوى لكان الفيلم تميز بمستوى فني أعلى، لكن بالنظر إلى الأفلام التي صدرت بدور العرض الأمريكية في نفس توقيت صدور «هؤلاء الذين يرغبون في موتي»، فالفيلم لا يمكن اعتباره سيئا بشكل كبير، فهو ممتع بالنسبة لمحبي ذلك اللون السينمائي، وكذلك لمن أفتقد رؤية أنجلينا على الشاشة الفضية التي لم تخف من المخاطرة هي واستوديوهات «نيو لاين سينما» المنتجة للفيلم، في طرح الفيلم بصالات العرض العالمية في ذلك التوقيت العصيب التي لم تخف فيه حتى الآن وتيرة الإصابات بفيروس «كورونا».