في الصميم

جلال عارف يكتب: المهم أن تسقط سياسات نتنياهو!

جلال عارف
جلال عارف

نتنياهو − فيما يبدو − على وشك السقوط. بعد حكم متواصل للكيان الصهيونى لمدة ١٢ سنة سبقتها فترة أخرى لمدة ثلاث سنوات نجحت جهود معارضيه فى التوافق على تشكيل حكومة جديدة تطيح بنتنياهو من موقعه فى رئاسة الحكومة وربما تهدد بقاءه − بعد ذلك − على رأس رئاسة حزبه (الليكود) أو فى قيادة المعارضة.

كان نتنياهو يقاتل على مدى عامين للبقاء فى موقعه. لجأ  للانتخابات أربع مرات وكان فى سبيله إلى الخامسة ليمنع سقوطه، وليؤجل إحتمال سجنه فى التهم التى يحاكم عليها الآن والتى تتضمن الرشوة والفساد والاحتيال على القانون واستغلال منصبه بطريقة غير مشروعة. وتصور فى النهاية أن التصعيد فى عملية تهويد القدس ثم العدوان على غزة يمكن أن تضمن بقاءه فى موقعه ولو لفترة ثالثة. ثم فوجئ بالضربة تأتيه من حليفه السابق "بينيت" الذى انضم للمعارضة ليعطيها أصوات حزبه المرجحة مقابل أن يتقاسم رئاسة الحكومة مع زعيم المعارضة المكلف بتشكيل الحكومة  (لابيد) ليكون − إذا سارت الأمور بدون مفاجآت − أول رئيس حكومة بسبعة أصوات من ١٢٠ صوتا فى البرلمان!!

نتنياهو المذهول مما يحدث مازال يقاوم بشراسة اليائسين. يحاول بكل الجهد إثارة قواعد اليمين ضد التحالف الجديد ومنعه من إكتمال تشكيل الحكومة. يثير مخاوف اليمين من وجود أحزاب يسارية (بمقاييس اسرائيل) ضمن التحالف، كما يثير الشكوك حول حاجة الحكومة الى الصوت العربى فى "الكنيست" لتأمين الأغلبية المطلوبة وما يتطلبه ذلك من تنازلات متوقعة! ويلجأ نتنياهو لأسلوب صديقه "ترامب" فيحرض أنصاره على محاصرة منازل خصومه من اليمينيين لتغيير مواقفهم فى اللحظات الأخيرة!!

قد يكون "بينيت" إذا جاء رئيسا للحكومة أكثر تطرفا من نتنياهو،  لكنه يعرف أنه سيكون رئيس حكومة بسبعة مقاعد فى البرلمان، وأن فى حكومته "يسار ووسط"، وإن إسقاط "نتنياهو" قد يكون قضيتهم فى الداخل، لكن إسقاط سياساته التى قادت اسرائيل الى أزمتها التى ستدوم حتى تقر بالحقوق الكاملة لشعب فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

ويبقى الدرس.. قتل الأطفال الفلسطينيين لم ينقذ نتنياهو، وسقوط نتنياهو لن يشكل فارقاً.. إذا لم تسقط سياساته، وإذا لم تستوعب اسرائيل كلها أنه لا حل إلا بإنهاء الاحتلال والاعتراف الكامل بحقوق شعب فلسطين.

لعلهم يستوعبون الدرس. ولعلهم يبحثون جادين عن بداية جديدة تنقذهم من المصير الذى كان نتنياهو يقودهم إليه!!