عاجل

إنها مصر

كرم جبر يكتب: مصر وغزة

كرم جبر
كرم جبر

مصر كانت وستظل الدرع الحامية للقضية الفلسطينية، وتجاوزت عن مؤامرات كثيرة من أجل شعب فلسطين الصابر تحت الاحتلال، ويعانى ظروفاً معيشية صعبة، علاوة على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة.

سياسة مصر هي: غزة يجب أن تعيش، وأن يتمتع أهلها بالأمن والسلام والطمأنينة، وأن تخف وطأة الحصار، والتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، تُنهى الصراع الدامى المستمر لأكثر من سبعين عاماً.

مصر تستهدف أولاً وأخيراً إنهاء الانقسامات بين الفصائل الفلسطينية، وأن تعود اللحمة ووحدة الصف والجلوس على مائدة واحدة، ونبذ الخلافات والصراعات، والوقوف صفاً واحداً فى مواجهة إسرائيل، التى تستفيد من الانقسام الفلسطيني، وتجعله مبرراً للإفلات من استحقاقات السلام.

غزة قضية إنسانية وشعبها يعانى الأمرين، من الاحتلال الإسرائيلى والفصائل المتناحرة، ومن حق أهاليها أن ينعموا بحياة توفر حداً معقولاً من المتطلبات الضرورية، وهذا ما تفعله مصر حين قررت فتح المعبر على فترات طويلة، وقدمت كل التسهيلات رغم الظروف الأمنية الصعبة، بسبب عملية تطهير سيناء من الإرهاب.

إعمار غزة ليس له علاقة من قريب أو بعيد، بأى مشروعات لتنمية سيناء، لا ارتباط ولا تداخل ولا مشاركة، فسيناء لها خطة شاملة، يجرى تنفيذها رغم الحرب الضارية التى تقودها القوات المسلحة ضد الإرهاب، وذهبت إلى غير رجعة الأوهام الإخوانية بمد مشروعات مشتركة من غزة إلى سيناء، لخلق مناطق استثمارية تخضع للقوانين الدولية.

مصر كانت وستظل فى ظهر الشعب الفلسطيني، وتدعم وتساند أهالى غزة، وطورت معبر رفح للقضاء على مشاكل الاختناق والازدحام والسماح بالمرور الآمن السريع لأهالى غزة، بينما تشدد إسرائيل الحصار من الجهات المتقابلة، وتتعنت فى إيصال المواد الغذائية والمعونات الإنسانية.

ضاعت الفرصة تلو الفرصة، وأصبح السلام بعيداً وظالماً وغير عادل، وزادت الأمور تعقيداً مع الإدارة الأمريكية الجديدة حيث لم تتضح توجهاتها وهل تسعى للسلام وتحريك القضية أم للتجميد.

إسرائيل ليست وحدها التى تجهض التسوية السلمية، فعدم اتفاق الفلسطينيين شوكة حادة فى ظهر القضية الفلسطينية، ويبدو الصراع هزلياً لأخذ أكبر جزء من كعكة السلطة، التى لم توضع بعد على المائدة، وتبذل مصر قصارى جهدها لرأب الصدع ولم الشمل.

وحدة الشعب الفلسطيني، ونبذ الفرقة والخلافات، البداية الحقيقية لإخراج القضية الفلسطينية من الثلاجة، وإذا كان المثل يقول "ما حك جلدك غير ظفرك" فالواقع يقول أن كل الأظافر مكسورة، والجلد ممتلئ بالندوبات.