كلام على الهواء

أحمد شلبي يكتب: بناء.. وسلام

أحمد شلبي
أحمد شلبي

لم تجف الدموع بعد فمازالت صور أطفالنا فى غزة الذين أريقت دماؤهم وصمة عار فى جبين الصهيونية وصرخة ألم فى صدورنا.

نشرت نيويورك تايمز وهاآرتس الإسرائيلية صور الأطفال القتلى الـ ٦٨ وشعرت بصرخاتهم ليس من ألم الجرح والقتل ولكنها صرخة مدوية تنذرنا بأن نعمل جاهدين كأسرة عربية وإسلامية فى ألا تراق دماء الأطفال والنساء والشيوخ مرة أخرى.

منظمات حقوق الإنسان اعتبرت ما ارتكبته إسرائيل جرائم حرب وهى جرائم ضد الإنسانية حتى أن هناك منظمة إنسانية إسرائيلية اعتبرتها جرائم بشعة ضد الأطفال والنساء.

مصر وبعض الدول الصديقة سارعت فى الإعلان عن إعادة بناء غزة وإنى أتساءل فهذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها إعادة البناء فهل نطمع أن تكون الأخيرة.. وأن يصاحب إعادة إعمار غزة وما تم هدمه فى الضفة الغربية والقدس إعادة عملية السلام حتى يأمن الأطفال وأهل غزة على ديارهم الجديدة وإلا ما معنى أن نبنى اليوم وتعود الآلة الصهيونية العسكرية لهدم ما تم بناؤه.

العالم يلتف حول ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة ولديه حسن نية فى دعم وإعادة بناء ما تم هدمه ولكن هذا لا يكفى فيجب أن يكون هناك قرار دولى بإعادة عملية السلام إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأن تعود الأرض التى تم احتلالها فى ٦٧ حتى يعم السلام مع البناء.

ربما استوعبت إسرائيل درساً قاسياً بأن المقاومة لم تمت وأن علاقتها ببعض الدول العربية ليست شيكاً على بياض لدعمها ضد الفلسطينيين والبعد عن إدانتها.. فالشعوب والقادة العرب فى سعيهم لبعض العلاقات مع إسرائيل كان دعماً للقضية الفلسطينية ولكن إسرائيل فهمته على أنه دعم لها وليس إدانة لما ترتكبه وهذا دائما التفسير الصهيونى البعيد عن الحقيقة فهم قوم يلبسون الحق باطلاً أو الباطل حقاً. يجب أن تقود مصر الدعوة إلى مؤتمر دولى للسلام تطرح فيه حلولاً للقضايا المعلقة لأنها الأعلم بأبعادها ولديها رؤية استراتيجية لحل القضية من جذورها وليست كلمات على ورق وفى تجربتها مع إسرائيل نموذج يحتذى به بإنهاء احتلال الأراضي المحتلة حتى يأمن الناس وإعادة البناء من شر الصهيونية وإلا سيكون الأمر مجرد إعادة بناء والسلام!!