فى الصميم

جلال عارف يكتب: مصر تتحرك لحماية ما حققته انتفاضة القدس

جلال عارف
جلال عارف

الجهود المصرية لم تتوقف عند النجاح فى إيقاف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطينى، وإنما تتواصل −بكل السبل− من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وبدء إعادة الإعمار كمرحلة أولى ننطلق منها إلى الأهم وهو ضمان عدم تكرار العدوان الإسرائيلى وإيقاف الاستيطان ومحاولات تهويد القدس.. وصولا إلى التفاوض الجاد بمشاركة دولية فاعلة من أجل الحل العادل الذى شددت مصر على أن يكون أساسه هو قرارات الشرعية الدولية التى تضمن إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس العربية.

الطريق ليس سهلا، ولكن إذا لم يتم التحرك بسرعة لترجمة ما تحقق للقضية الفلسطينية بعد انتفاضة القدس التى شملت كل أراضى فلسطين من البر إلى النهر إلى نتائج سياسية فسوف يكون ذلك تبديدا لفرصة سانحة لاستعادة الحقوق وفرض السلام العادل، وإهدارا للتضحيات الجسيمة التى تحملها شعب فلسطين الصامد على أرضه.

التحرك السريع مطلوب للتعامل مع التطورات المهمة بعد أن عادت قضية فلسطين لتفرض نفسها على الجميع، وعاد العالم ليدرك أن تصفية قضية الشعب الصامد هى المستحيل، وأن فلسطين باقية، وسلام المنطقة لابد أن يمر بالحل الذى يعيد الحقوق المشروعة وينهى العدوان والعنصرية.

تتحرك مصر على كل الأصعدة ومع كل الأطراف. يبدأ رئيس المخابرات اللواء عباس كامل جولة تتوج جهود الوفود الأمنية المصرية التى لم تنقطع للوصول لوقف إطلاق النار ثم لتثبيته والمضى قدما إلى إعادة الإعمار وإعادة الحياة لجهود السلام الشامل والعادل. وفى نفس الوقت يأتى إلى القاهرة وزير الخارجية الإسرائيلى ويجرى الاستعداد لاستقبال وفود من السلطة الفلسطينية والفصائل، ولا تنقطع الاتصالات مع الأطراف الدولية.

وقد كان لافتا بالأمس عودة الحياة إلى الرباعية الدولية بعد سنوات من الشلل فى ظل سياسات ترامب وحليفه نتنياهو.

أعلن المنسق الأممى الخاص بعملية السلام فى الشرق الأوسط "وينسلاند" أن الرباعية "المكونة من أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة" عقدت اجتماعا افتراضيا لمناقشة الأوضاع الراهنة وسبل الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، ثم أكد على بقاء الرباعية الدولية على اتصال وثيق مع القاهرة والمساعى التى ترعاها من أجل إطلاق محادثات سلمية موسعة.

نرجو أن يدرك الاشقاء الفلسطينيون أن الوحدة التى فرضها الشعب الفلسطينى فى انتفاظة القدس لن تسمح −بعد الآن− باستمرار الانقسام أو بصراع الفصائل الذى لا يحترم إرادة الفلسطينيين ولا دماء الشهداء!