إنها مصر

كرم جبر يكتب: الردع دون حروب!

كرم جبر
كرم جبر

عمود الدولة الوطنية جيش قوى يجسد القدرة على حماية مصر ومصالحها وصون أراضيها واستقلالها،‭ ‬وتحقيق "استراتيجية الردع" دون حروب، التى تستند على افتراض مفاده أن القوة هى أفضل علاج للقوة، فقوة الدولة هى العامل الأساسى لكبح جماح الآخرين، وقدرتها على فرض إرادتها.

وحافظ الرئيس عبد الفتاح السيسى على هوية الوطن ولحمة نسيجه، بتعزيز الوقوف على مسافة واحدة من كل المصريين، وترسيخ مفهوم رضاء المصريين جميعاً مسلمين وأقباطا، أن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الدينية، خاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدة عنصرى الأمة.

لم يفهم الإخوان أن المصريين اعتادوا على قبول الآخر، واكتسبوا قوتهم تحت مظلة التسامح، ولم يمارسوا الإقصاء أو الإبعاد أو الاضطهاد السياسى أو الديني‭,‬ وأنهم فى ذروة الأزمات يلجأون إلى علم مصر والنشيد ويحتمون بالمخزون الاستراتيجى لهويتهم الوطنية.

سر التفاف المصريين حول الرئيس السيسى هو إيقاظ الروح الوطنية فى النفوس، والتذكير بأن مصر دولة عظيمة وكبيرة ولها من الأمجاد ما يستحق أن نحافظ عليه، ونضحى من أجله بالأرواح.

***

"جئت إلى مصر، فلم أجد فيها سوى مصريين، بعضهم يذهب إلى المساجد، وبعضهم يذهب إلى الكنائس، ولا فرق".. هذا ما قاله اللورد كرومر، عندما أرسلته الحكومة البريطانية إلى مصر، لضرب الحركة الوطنية، وتفتيت المقاومة الشعبية التى اندلعت ضد الإنجليز.

استدعاء القصص الرائعة وذكريات الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة يكون بلسماً شافياً مختلف الاوقات.

***

مضى زمن الحرب بالورطة والخضوع للابتزاز والتحريض، ويقود البلاد رئيس يعى جيداً الدروس المستفادة، ويحقق توازناً شديداً بين حماية الأمن القومى المصرى من ناحية‭,‬ والدفاع عن قضايا أمته العربية انطلاقا من دور مصر ومكانتها ومسئولياتها القومية، وتمضى البلاد خطوات ثابتة فى إعادة بناء قوتها الذاتية، واقتحام المشروعات القومية العملاقة.. يد تبنى وتشيد وتزرع الخير، ويد تحمل السلاح دفاعا عن الوطن.

***

أسوأ شيء يرتكبه المتاجرون بالأديان‭,‬ هو استغلال فقر الناس وعوزهم‭،‬ والمتاجرة بآلامهم وأوجاعهم، دون أن ينشروا بين الناس أن الغنى عند الله هو من يعين الفقير ويرفع الكرب عنه.

ما أحوج مصر والمصريين إلى استنهاض روح الأمة‭,‬ والعودة إلى جوهر الدين الحنيف، فلا دنيا لمن لم يحيى ديناً، ولا صلاح إلا باستنهاض الأخلاق، ولنتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق.