رئيس الموساد الجديد يواجه مهاما مستحيلة بتوقيع نتانياهو

 ديڤيد برناع
ديڤيد برناع

ربما تكمن خطورة رئيس الموساد الجديد ديفيد برناع فى إدارته الشخصية لعمليات التجنيد والتخابر فى دول تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ما جعله، بحسب الكاتب الإسرائيلى المتخصص فى الشئون الأمنية رونين برجمان، أكثر العناصر الاستخباراتية احتكاكًا بالعمل الميداني.

ورغم ملف خبرات برناع، المتخم بعمليات سرية، منحته أرفع الأوسمة الأمنية فى تل أبيب، لكن مهامه الجديدة قد تواجه صعوبات وعراقيل يصعب تفاديها.


برناع ورث عن سلفه يوسى كوهين مهمة إقناع دول جديدة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن الأخير كان مدثرًا فى حينه بغطاء من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، بينما يؤشر الواقع الجديد إلى تآكل هذا الغطاء نسبيًا مع إدارة بايدن. وإذا كان لبرناع دور كبير فى إنجازات كوهين على الصعيد الإيراني، فالإيرانيون حاليًا، خاصة بعد تفجير منشأة نتانز، وتصفية أكثر من عالم نووي، انتبهوا إلى ثغراتهم الأمنية، وهو ما قد يحول دون نجاح عمليات مماثلة، تنفى إسرائيل عادة مسئوليتها عنها.


وفى ظل تقديرات اقتراب إيران من تجاوز العتبة النووية، وحرص واشنطن على إحياء الاتفاق النووى معها، تواجه مهمة برناع على هذا الصعيد صعوبة بالغة التعقيد، إذ ستفرض إدارة بايدن قيودًا على أنشطة الموساد. ووفقًا للكاتب الإسرائيلى المخضرم رون بن يشاي، لن يقبل قادة البيت الأبيض بتوترات فى إيران قبل وبعد اتصالات العودة للاتفاق النووي، ولن تسمح واشنطن كذلك باستهداف ما تبقى من جنودها فى المنطقة، خاصة فى العراق، ردًا على عمليات إسرائيلية تستهدف منشآت أو علماء إيرانيين، كما كان متبعًا فى الماضى غير البعيد.


ويرى مراقبون فى تل أبيب أن برناع سيضطر فى أولى مهامه إلى بناء جسور الثقة مع الإدارة الأمريكية، وتعزيز العلاقات مع مؤسساتها الاستخباراتية، وبلورة استراتيجية وأسلوب عمل جديد معها، يحظى بموافقة الطرفين، نظرًا لحاجة إسرائيل لمساعدات عسكرية وسياسية أمريكية، إذا اقتربت إيران من قدرات نووية أعلى، وأضحت هناك ضرورة للتنسيق مع واشنطن حول الواقع الجديد.


وتعد هذه المهمة هى الأكثر تعقيدًا أمام رئيس الموساد الجديد، لكن تعقيداتها ستتفاقم، إذا عيَّن نتانياهو يوسى كوهين موفدًا خاصًا له فى الملف الإيراني، لاسيما وأن إدارة بايدن لا تميل إلى التعاون مع نتانياهو. ورغم أن كوهين هو الأكثر تأهيلًا للتعاطى مع هذا الملف، لكنه فى حقيقة الأمر محسوب جدًا على معسكر نتانياهو.


الأكثر من ذلك، هو أنه إذا تولى نتانياهو رئاسة الحكومة المقبلة، سيتمتع كوهين حينئذ بفوقية وصلاحيات تربو على منصب رئاسة الموساد، وهو ما يقلِّص حرية قرارات برناع، الذى ربما يخشى تطوير مبادرات خاصة به. علاوة على ذلك، سيضطر برناع إلى مضاعفة عمليات جمع المعلومات، للحيلولة دون تعاظم قوة حماس والجهاد الإسلامي، بعد عملية «حارس الأسوار»، وهى المهمة التى لم يضعها الموساد سابقًا على رأس أولوياته، وإنما كانت موكلة لأجهزة أمنية أخرى.