مجلس حقوق الإنسان يطالب بتحقيق دولى فى الانتهاكات ضد الفلسطينيين

اقتحام مستوطنين المسجد الاقصى
اقتحام مستوطنين المسجد الاقصى

عواصم- ماجدة طنطاوى ووكالات الأنباء:
فى تصعيد جديد للعلاقات المتوترة بالفعل مع اوروبا استدعت الخارجية الإسرائيلية، أمس، السفير الفرنسى لدى تل أبيب، على خلفية تصريحات فرنسية تتهم إسرائيل بالفصل العنصرى. وأكدت الخارجية الإسرائيلية فى بيان أصدرته أمس أن وزير الخارجية أجابى أشكنازى أعرب للسفير الفرنسى إريك دانون عن رفض الدولة العبرية التام لتصريحات جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا الذى حذر من أن عدم تطبيق حل الدولتين يهدد بتحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصرى (أبارتهايد).

وكان لودريان، قد صرح الأحد الماضى فى معرض تعليقه على المواجهات التى اندلعت فى مدن إسرائيل مع فلسطينيى الداخل خلال العدوان الأخير على غزة، بأن «مخاطر الفصل العنصرى كبيرة» ما لم يتم التوصل إلى قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل. وأضاف كبير الدبلوماسيين الفرنسيين «هى المرة الأولى التى يحدث ذلك ما يظهر أنه فى حال اعتماد حل آخر غير حل الدولتين ستتوفر مكونات فصل عنصرى يستمر لفترة طويلة». ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتنياهو عن احتجاجه الشديد إزاء تصريحات لودريان.

فى غضون ذلك، قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت أمس إن الضربات الإسرائيلية التى أوقعت العديد من القتلى فى قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب إذا ثبت أنها غير متناسبة. وقالت باشيليت، فى افتتاح جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب من باكستان بصفتها منسقة منظمة التعاون الإسلامي، والسلطات الفلسطينية، إنها لم تر أى دليل على أن المبانى المدنية التى قصفتها إسرائيل فى غزة كانت تستخدم لأغراض عسكرية.

وأضافت أمام المنتدى المنعقد فى جنيف والمؤلف من 47 عضوا «إذا تبين أن مثل هذه الهجمات غير متناسبة فقد تمثل جرائم حرب». وطالب مجلس حقوق الإنسان بإنشاء لجنة دولية للتحقيق فى الانتهاكات الأخيرة فى الأراضى المحتلة. ودعا وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى انهاء الجحيم الذى يعيشه الفلسطينيون وتفكيك منظومة الاستعمار والفصل العنصري. ويطلب مشروع القرار أن تنظر اللجنة فى «كل الانتهاكات المفترضة للقانون الإنسانى الدولى وكل الانتهاكات والتجاوزات المفترضة للقانون الدولى لحقوق الإنسان» التى أدت إلى المواجهات الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

وفى بيان مشترك للمجموعة العربية أمام الجلسة الطارئة، أدان سفير مصر فى جنيف أحمد إيهاب جمال الدين الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة واستهداف المناطق السكنية. وطالب البيان بضرورة التحرك العاجل للمجتمع الدولى لوقف هذه الجرائم والمجازر التى ترتكب بحق الفلسطينيين. كما دعمت المجموعة العربية الدعوة الفلسطينية لإجراء تحقيق دولى مستقل وشفاف ومحاسبة منتهكى القانون الدولى فى الأراضى المحتلة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.

وفى سياق متصل، غادر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الأردن عائدا إلى الولايات المتحدة بعد جولة فى الشرق الأوسط استمرت يومين سعى خلالها لتعزيز وقف إطلاق النار. والتقى بلينكن مساء أمس الأول العاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني، كما أجرى محادثات مع وزير الخارجية أيمن الصفدي. وكتب بلينكن فى تغريدة صباح أمس بعد لقائه مع الصفدى «أبدينا دعمنا المشترك لوقف إطلاق النار والجهود الرامية إلى فرض احترامه. من حق الفلسطينيين والإسرائيليين العيش بأمان والتمتع بالحرية والازدهار والديموقراطية ذاتها».

فى غضون ذلك، اقتحم مستوطنون، أمس، ساحة المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية. وأفادت وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء، نقلا عن مصادر محلية، بأن «عشرات المستوطنين منذ ساعات الصباح الباكر أمس اقتحموا المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية فى باحاته، إلى أن غادروه من باب السلسلة».