عجب محفوظ عجب
خناقة.. أيوة اليوم استعد للخناقة السنوية مع صاحب مدرسة الأولاد بعد أن أتى التلفون المعتاد
مساء الخير ياافندم حضرتك والد محفوظ ومحظوظ.. محتاجين حضرتك تشرفنا فى المدرسة ضرورى.. بالتأكيد مصاريف المدرسة لا أعتقد أن أولادى يمكن ان يكونوا سببا فى مشكلة تستدعى طلبى للحضور.. محفوظ مسالم، طيب متفوق من المدرسة للعبة بابجى ومن بابجى للمدرسة، ومحظوظ هو النصاب الظريف الذى يستطيع خداع الجميع وكسب حبهم فى نفس الوقت فلا اظن ان يكون مصدرا لشكوى..
اذن هى مصاريف المدارس، «قريفة» كل صيف..
لامفر من الخناقة فنحن مازالنا فى شهر مايو وبقى على العام الدراسى الجديد 5 أشهر تقريبا والمدارس تطالبنا بمصاريف العام القادم.. قررت الاستعداد للمعركة جيدا وعزمت على الا انهزم كالعادة.. بحثت فى جوجل بدقة شديدة وجمعت كل تصريحات ووعود وعهود الدكتور طارق شوقى عن وضع قواعد لمصاريف المدارس أضفت إليها كلام معسول وحنين وأهات وآلام وكل ما يمت للمصاريف بصلة ثم ذهبت إلى المدرسة وكلى ثقة من نصر محتوم.. دخلت على صاحبها مصطنع التجهم، ادركت منذ اللحظة الأولى أنه قد استعد هو الآخر للمعركة:
- مساء الخير حضرتك طلبتنى؟
= أيوة يااستاذ متأخر ليه عن دفع مصاريف المدرسة لأولادك؟
- فى نبرة استنكار مصاريف؟!!.. المصاريف كاملة دفعتها من فبراير الماضى
= لاء دى مصاريف السنة اللى فاتت فين مصاريف السنة الجديدة ؟
- جديدة؟! فاضل 5 شهور احنا لسه مبدأناش اجازة
= هو كدا يا الدفع يا الطرد
استفزنى الرجل لأقصى درجة اذن جاءت اللحظة الحاسمة التى كنت انتظرها - حان وقت الإنتقام- سأخرج كل أسلحتى وكروتى واضعها على الطرابيزة سأجعله يندم أشد الندم، تظاهرت بالجدية وبثقة مبالغ فيها رددت عليه «يا أستاذ أنا محمى من الوزير شخصيا».. بدأ الرجل فى الإعتدال على كرسيه وبشئ من الارتباك والخضة قال:
= هو حضرتك قريب معالى الوزير؟
- مش بالظبط
= حضرتك شغال معاه او تعرفه شخصيا؟
- مش أوى
= امال حضرتك محمى ازاى؟
أمام حيرة الراجل واعتقادى اننى قد اجهزت عليه اخرجت موبايلى من جيبى ظن الرجل اننى سأطلب الوزير.. سارع مرتبكا يااستاذ بلاش تطلب سيادة الوزير وممكن نتفاهم.
لكننى فاجأت الرجل بما لايتوقعه دخلت على جوجل اخرجت فيديو للسيد الوزير وهو يقول «سنضع قواعد للمصاريف بعد امتحانات الثانوية العامة» كان ذلك فى مايو من العام الماضي، وبصوت جهورى صرخت فى صاحب المدرسة محمى انا ولا لاء؟
انفجر الرجل من الضحك حتى كاد أن يسقط على الأرض ورد ساخرا «مانجيلكش فى سنوية».. واضح ان الرجل «متهتش» من كلام الوزير.. « مبدهاش»، اخرج له الكارت الأعنف والأشد..
فيديو ايضا للوزير وهو يقول نصا فى سبتمبر 2020 «رسالتى إلى أولياء الامور سيتم ايجاد حل جذرى لمشكلة مصاريف المدارس ووضع قواعد لها فى بداية عام 2021 اصبروا 3 شهور ومشو اموركم».
زادت ضحكات الرجل وتيقن من قدرتة على سحقى وقال: «وهى سنة 2021 بدأت»، قلت: طبعا دى انتصفت.. رد ببرود وتحدى وشماتة: «على فكرة مفيش قواعد جديدة جتلنا من الوزير».
ما هذه الورطة اللعينة يبدو أن السيد الوزير وتصريحاته «مش هتاكل» مع صاحب المدرسة واعتقادى بأننى محمى من الوزير كالمنتظر السمنة من النملة على رأى جدتى رحمها الله.. أجرب وسيلة أخرى فيديو للدكتور أحمد سويد وكيل وزارة التعليم بالمنوفية وهو يحذر المدارس الخاصة من مطالبة أولياء الأمور بمصاريف المدارس قبل بداية العام.. الحمد لله الحل دائما لدى اشقائنا المنايفة وهى محافظة مصرية وتتبع وزارة التعليم وليست فى كوكب زحل يرد الرجل باستهزاء شديد: «بسيطة حضرتك حليت مشكلتك.. انقل ولادك مدرسة فى المنوفية»!
تيقنت تماما من الهزيمة المنكرة كالعادة وازاء اليأس الشديد الذى تملكنى قلت بصرامة: «مش دافع»، رد الرجل على الفور: «خد ملفات ولادك وانت ماشى.. وأبقى روح بيها للوزير».
سألته متعجبا: هو الوزير عنده مدارس خاصة؟!!
