حمادة‭ ‬هلال‭ ‬يمنح‭ ‬فن‭ ‬المديح‭ ‬‮‬‭ ‬قبلة‭ ‬الحياة‭ ‬‮

حمادة‭ ‬هلال‭ ‬يمنح‭ ‬فن‭ ‬المديح‭ ‬‮‬‭ ‬قبلة‭ ‬الحياة‭ ‬‮
حمادة‭ ‬هلال‭ ‬يمنح‭ ‬فن‭ ‬المديح‭ ‬‮‬‭ ‬قبلة‭ ‬الحياة‭ ‬‮

إشراف‭ :‬‭ ‬عمر‭ ‬السيد

رب صدفة خير من ألف ميعاد تلك المقولة التي تجسدت بالمعنى الحرفي، وكانت كلمة السر في حالة النشاط والتواجد المكثف الذي حظى به حمادة هلال خلال الفترة الماضية، وخاصة خلال الموسم الرمضاني لهذا العام، والذي شهد تألقا غير عادي للنجم الشاب على مستوى الساحتين الدرامية والغنائية معا.. 

فإلى‭ ‬جانب‭ ‬تواجده‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬أمرا‭ ‬معتادا‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الدرامي‭ ‬للشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬بمسلسله‭ ‬الجديد‭ ‬‮‬المداح‮‬،‭ ‬نجح‭ ‬هلال‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الظهور‭ ‬بشكل‭ ‬مميز‭ ‬كمطرب‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬بتقديمه‭ ‬لـ4‭ ‬تجارب‭ ‬غنائية‭ ‬جديدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬عن‭ ‬نوعية‭ ‬تجاربه‭ ‬السابقة‭ ‬كمطرب،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬تقديمه‭ ‬لتتري‭ ‬البداية‭ ‬والنهاية‭ ‬لمسلسله‭ ‬الجديد‭ ‬‮‬المداح‮‬،‭ ‬مرورا‭ ‬بالأغنيتين‭ ‬الفرديتين‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بطرحهما‭ ‬خلال‭ ‬الموسم،‭ ‬وهما‭ ‬‮‬مشتاقين‮‬‭ ‬وصلوا‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‮‬،‭ ‬والتي‭ ‬لعبت‭ ‬الصدفة‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭..‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تشابه‭ ‬التجارب‭ ‬الغنائية‭ ‬الـ4‭ ‬التي‭ ‬ظهر‭ ‬بها‭ ‬حمادة‭ ‬هلال‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فكرة‭ ‬وموضوع‭ ‬مسلسله‭ ‬أيضا،‭ ‬واشتراكهما‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬نفس‭ ‬القالب‭ ‬أو‭ ‬اللون‭ ‬من‭ ‬‮‬فنون‭ ‬المديح‮‬،‭ ‬لكن‭ ‬يحسب‭ ‬لهذه‭ ‬التجارب‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التنوع‭ ‬والتوازن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإنتاج‭ ‬المقدم‭ ‬داخل‭ ‬الساحة‭ ‬الغنائية‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬كما‭ ‬يحسب‭ ‬لها‭ ‬أنها‭ ‬منحت‭ ‬الجمهور‭ ‬قدرا‭ ‬لا‭ ‬باس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بأحد‭ ‬الألوان‭ ‬الغنائية‭ ‬التي‭ ‬أفتقدنا‭ ‬تقديمها‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وتحديدا‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬الرمضاني،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مواسم‭ ‬ومناسبات‭ ‬تقديم‭ ‬هذه‭ ‬الألوان،‭ ‬كالأدعية‭ ‬والتواشيح‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتسابق‭ ‬على‭ ‬تقديمهما‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المطربين،‭ ‬وأختفت‭ ‬وتراجع‭ ‬وجودها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بالفترة‭ ‬الأخيرة‭.‬

ذلك‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬ظهرت‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬جيد،‭ ‬ففي‭ ‬تجربته‭ ‬مع‭ ‬أغنيتي‭ ‬تتر‭ ‬البداية‭ ‬والنهاية‭ ‬لمسلسله‭ ‬‮‬المداح‮‬،‭ ‬جاءت‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الإختلاف،‭ ‬رغم‭ ‬تقاربهما‭ ‬في‭ ‬اللون‭ ‬والأستايل‭ ‬الموسيقي‭  ‬- ‬الذي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليه‭ ‬-‭ ‬وأن‭ ‬كان‭ ‬التقارب‭ ‬في‭ ‬التجربتين‭ ‬جاء‭ ‬مبررا‭ ‬بحكم‭ ‬طبيعة‭ ‬المسلسل‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬الأغنيتين‭ ‬أجواء‭ ‬بعينه،‭ ‬كأن‭ ‬تكون‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الفلكلورية‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬فنون‭ ‬المديح،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يحسب‭ ‬للقائمين‭ ‬عليهما‭ ‬عدة‭ ‬نقاط،‭ ‬أهمها‭ ‬نجاحهم‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬المحتوى‭ ‬والكلمة‭ ‬المعبرة‭ ‬والمختلفة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أغنية‭ ‬عن‭ ‬الأخرى،‭ ‬بحيث‭ ‬جاءت‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬تفصيلة‭ ‬أو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬العمل،‭ ‬والمراحل‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬بطله‭ ‬خلال‭ ‬تصاعد‭ ‬الأحداث‭ ‬وتطورها‭ ‬مع‭ ‬الحلقات،‭ ‬وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬الأغنية‭ ‬الأولى‭ ‬‮«‬مدد‮»‬‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬بطل‭ ‬العمل‭ ‬قبل‭ ‬إنصياعه‭ ‬لأهوائه‭ ‬وتأثير‭ ‬الضغوط‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬بها،‭ ‬كذلك‭ ‬حملت‭ ‬الأغنية‭ ‬الثانية‭ ‬‮«‬تتر‭ ‬النهاية‮»‬‭ ‬الحكمة‭ ‬أو‭ ‬العظة‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬المسلسل،‭ ‬والمراد‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭ ‬بشكلا‭ ‬عام،‭ ‬لذا‭ ‬فمن‭ ‬الناحية‭ ‬الدرامية،‭ ‬خدمت‭ ‬‮«‬الكلمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬التترين‮»‬‭ ‬الخط‭ ‬الدرامي‭ ‬للعمل‭ ‬وفكرته‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭.‬

على‭ ‬مستوى‭ ‬الموسيقى‭ ‬والألحان،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الأغنيتين‭ ‬جاءتا‭ ‬بطابع‭ ‬فلكلوري‭ ‬خالص،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬منها‭ ‬حملت‭ ‬قالبا‭ ‬موسيقيا‭ ‬مميزا‭ ‬ومحببا‭ ‬إلى‭ ‬الأذن،‭ ‬خاصة‭ ‬اغنية‭ ‬البداية‭ ‬التي‭ ‬نجح‭ ‬صناعها‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬‮‬الصولوهات‮‬‭ ‬لبعض‭ ‬الآلات‭ ‬المؤصلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللون،‭ ‬بأسلوب‭ ‬منح‭ ‬إيقاع‭ ‬الأغنية‭ ‬قدرا‭ ‬من‭ ‬الرشاقة،‭ ‬دون‭ ‬تكدس‭ ‬وزحام،‭ ‬كذلك‭ ‬جاء‭ ‬تتر‭ ‬النهاية‭ ‬‮‬إني‭ ‬الفقير‮‬‭ ‬الذي‭ ‬أعتمد‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬القالب‭ ‬‮‬الصوفي‮‬‭ ‬الأكثر‭ ‬إرتباطا‭ ‬بفنون‭ ‬المديح،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬حسن‭ ‬أدائه‭ ‬حمادة‭ ‬له‭ ‬ليزيده‭ ‬تأكيدا‭ ‬على‭ ‬إتقانه‭ ‬وبراعته‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬أغنياته‭ ‬الفردية،‭ ‬‮‬مشتاقين‮‬‭ ‬وصلوا‭ ‬على‭ ‬رسول‭ ‬الله‮‬،‭ ‬فقد‭ ‬تحرر‭ ‬خلالهما‭ ‬بشكلا‭ ‬واضح‭ ‬عن‭ ‬التجربتين‭ ‬الأولتين،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقالب‭ ‬الموسيقى‭ ‬لكل‭ ‬منهما،‭ ‬وأن‭ ‬كان‭ ‬لم‭ ‬يذهب‭ ‬فيه‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأسلوب‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الغناء‭ ‬الديني‭ ‬والاعتماد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬إيقاع‭ ‬المقسوم‭ ‬البطيء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬كلا‭ ‬منهما‭ ‬على‭ ‬الفكرة‭ ‬والكلمة‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬بوجدان‭ ‬المستمعين،‭ ‬والتي‭ ‬اعتمد‭ ‬عليها‭ ‬حمادة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أدائه‭ ‬الشجي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الحالة‭ ‬العامة‭ ‬لكلا‭ ‬منهما‭.‬