شغف

فلنفترق ونبدأ من جديد

أحمد الشريف
أحمد الشريف

لا أدرى إن كنتِ ستصدقينني إن أخبرتك أننى أحتاج للغة جديدة، ولفؤاد رب، ولقلم من نور، ولصفحة بيضاء من رداء الإله، كى أكتب عنكِ وعن حبك وعن ذكرياتنا واللحظات السعيدة.. أنا عاجز أمام براءتك، عاجز لغةً وقلبًا وإحساسًا وروحًا.. عاجز ليس لأن هناك ما لا يُكتب بل لكثرة ما أريد، ولعظيم ما أطمح.. الآن أشعر بضآلتى، بضآلة أننى لست كاتبا جيدا، بضآلة ضعف لغتى والتعبير، بضآلتى أمامك وأنتِ صنيعة الإله..

إن كان هناك شيء أستطيع أن أكتبه وأشعر معه بأننى عظيم اللغة وعظيم التعبير فلا أجد غير أن أكتب اسمك؛ لأنه يعبر عن كل شيء، وحده اسمك يغنى عن كل شيء، لأنك تملكينه، لأنه أنتِ.. وليس هناك أعظم منك لغة وأعظم منك تعبيرًا وأعظم منكِ قدرًا وكمالًا..

صدقينى إن أخبرتك بأن كلمات مثل: أحبك، أعشقك.. لا تكفي؛ لذلك سأكتفى بأن انطق اسمك!.

أعلم جيدا أنكِ الآن تعيشين نفس الحرب التى جُبلت على خوضها، فلقد وضعوا فى أيدينا سيفا ودرعا وقالوا لنا: «قاتلوا هذا العدو!».. ألقوا بنا فى ساحة الحرب دون أن يخبرونا كيف نستخدمها، فنحن أكبر سلاح أمسكناه بأيدينا كان غصن الزيتون، كنا نرفعه فى وجه أعدائنا، ونخرج منتصرين أعظم انتصار..

لذلك دعينا دائما نعيد أنا وأنتِ خطيئة آدم وحواء، نهبط على الأرض ليس لدى كل منا إلا الآخر، دعينا نبدأ مرارًا وتكرارًا فى صنع الخليقة، ولنصنع معهم الحب كلما قتله الكره، وواراه الثرى، ودفنه فى أرض الريبة والجفاء.. دعينا نمرح ونتشاجر، نفرح ونحزن، نستمتع ونمّل، ننجح ونفشل، نخطئ ونتوب، نفعل كل شىء ولكن نظل معا للنهاية؛ لأنه ليس لدى كل منا إلا الآخر!..

دعينا نتوه ونغترب، ولكن تظل العودة هى نهاية كل اغتراب.. دعينى اقتسم معكِ نجوم السماء، تهدينى نجمة فأهديكِ ألفا، هكذا قسمتي، وهكذا العدل.. دعينا نقتسم الروح، أهديكِ عمرى وتهدينى ابتسامتك، ودعينا نقتسم الحياة، أهديكِ فؤادى وتهدينى وجودك..

دعينا نقتسم كل شىء معا، ونتعاهد على البقاء معا، بقاءً أبديا لا ينتهى بموت بل ما أن ينتهى ليبدأ من جديد..

دعينا حتى إن وصلنا للخاتمة، وافترقنا.. نبدأ من حيث انتهينا، نفترق.. ثم نبدأ من جديد!.. وكأننا التقينا للمرة الأولى!.