سمورة.. ولعنة الكوميديا

الفنان الراحل سمير غانم
الفنان الراحل سمير غانم


بقلم: عامر أبو حطب

 

كما كان يقدم لنا التاريخ قصصاً مأساوية لكبار نجوم الكوميديا في زمن الفن الجميل، مثل ما تعرض له إسماعيل ياسين، وعبد الفتاح القصري، وزينات صدقي، واستيفان روستي، وعبد السلام النابلسي وغيرهم، ممن انتهت حياتهم بمآسي لا حصر لها، كانت نهاية ملك الكوميديا سمير غانم، لا تقل تراجيديا عنهم.

 

من كان يتوقع أن تغيب زوجته عن جنازته، ولا تقف دلال عبدالعزيز تتلقى العزاء في زوجها، رغم أنها لم تغب عن جنازة فنان سواء كان صغيراً أو كبيراً في الوسط الفني، ليقول القدر كلمته القاسية، وكأنه يعطي درساً للجميع، عزاء فنان أثرى السينما والدراما والمسرح لأكثر من 60 عاماً، وكان أيقونة الكوميديا، كان من الممكن أن يشارك في جنازته الملايين، ويحضر عزاءه الآلاف، ولكن تشاء الأقدار أن تكتفي عائلته بتلقي العزاء على المقابر، ويغيب عنها كل النجوم الكبار، كما حرمت الإجراءات الاحترازية ابنتيه من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، ليرحل وحيدا، ولم يتبق له سوى دعوات جمهوره ومحبيه عبر السوشيال ميديا، والتي جاءت بالملايين.


ويحفل التاريخ بقصص حزينة لوفاة نجوم الزمن الجميل التي جعلت فناني العصر الحالي، يقررون تأمين مستقبلهم من غدر الزمان، حتي لا يموت أي منهم وهو لا يجد ثمن علاجه مثلما حدث مع أمين الهنيدي، أو لا يجد من يمشي في جنازته أو يعزي به مثلما حدث مع الفنان عبد الفتاح القصري، وغيرها من الحوادث الغريبة التي تم تتناسب مع حياة هؤلاء النجوم التي كانت مليئة بالضحك والكوميديا، وكأنهم يدفعون ثمن كل لحظة سعادة ونجومية عاشوها واستمتعوا بها.


وأختم حديثي بجملة الفنان يوسف وهبي، الذي توفي فقيراً معدما، بعد أن قدم أكثر من 130 فيلما، ما بين إخراج وتأليف وتمثيل .. وهي "يا لسخرية القدر".