مجرد سؤال

فنون خلط الأوراق

صفاء نوار
صفاء نوار

عادى جدا هذا الكلام المرسل الذى يشبه إلقاء الأذى على الناس لكن كفاية حرام فى هذا الظرف العربى والفلسطينى الصعب.. أقولها لمن نشروا «بوستا» به صورة سها عرفات وابنتها زهوة ياسر عرفات وكتبوا تحتها: المليارديرة زهوة ياسر عرفات بنت ياسر عرفات ووالدتها سها عرفات وهى الوريثة الوحيدة لأبو عمار( ياسر عرفات) وهى فتاة 25 سنة وتقدر ثروتها بعدة مليارات من الدولارات وتملك شارعا بأكمله فى لندن وهى خريجة أرقى جامعة فى باريس..وتعيش مع أمها فى أرقى أحياء باريس..عادى جدا هذا التطاول والتنمر على خلق الله بلا معلومات!
لكن غير العادى.. أن ينشر هذا الكلام عدد من الصحفيين تعليقا على مبادرة الرئيس السيسى لدعم إعادة إعمار غزة بـ 500 مليون دولار لترميم شبكات البنية التحتية التى تعرضت لهجمات العدوان الغاشم.
والحقيقة لابد أن نعرف أن سها عرفات تزوجت ياسر عرفات وكان قد تجاوز السبعين من عمره وهى فتاة غنية فى مقتبل العمر 25 سنة.. وهى من عائلة فلسطينية برجوازية كاثوليكية من أغنياء نابلس وابنة داوود الطويل ملياردير مثقف وأمها الشاعرة الفلسطينية ريموندا الطويل من عكا، أى أن الأسرة تجسد حالة النضال الفلسطينى حين وافقت على أن ترتبط ابنتهم سها برجل مسلم يحمل كفنه على يده، وظلت تعيش معه فى المهجر وحتى عاد إلى رام الله إلى أن حوصر وقرر حين استهدفت منزله نيران القناصة الإسرائيليين أن يبعدها إلى باريس حتى لا يقال إنه يتخذ اسرته درعا بشريا، وهذه أخلاق ياسر عرفات الذى تربى فى مصر وتخرج من هندسة القاهرة وتزوج القضية الفلسطينية، وحين اغتيل بالسم الصهيونى كان من الطبيعى أن تحافظ زوجته كأى أم على ابنته الوحيدة، وهذه حياتها الخاصة فقضية فلسطين ليست ملكا لياسر عرفات ولا أرملته البالغة من العمر 59 سنة، وابنتها تقترب من العشرين سنة، الأحرى بك أن تشرح أبعاد مبادرة مصر وتقول لنا إن من شأنها دعم الجهود السياسية والدبلوماسية التى تقودها مصر على المستوى الدولى لإنهاء «حالة الحرب» القائمة على حدودنا فى أسرع وقت ممكن. أو تقول لنا إن مبادرة «إعادة الإعمار» تهدف بالأساس لتخفيف معاناة الفلسطينيين وأن هذا الدور هو دور أصيل لمصر كشقيقة كبرى، وراعٍ تاريخى للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. بدلا من تركه لصبيان المنطقة مما يعرض دور مصر المحورى والكبير للخطر وهو امتداد لدورها وجهودها فى ليبيا، مشاركتها الحالية بفاعلية فى قمة باريس لجدولة ديون السودان، وموقفها العاقل من سوريا واليمن واعتبارها أن أمن الخليج العربى من أمن مصر.
وفى النهاية اقول لكل من يلقون الاتهامات ويتنمرون على السيدات ويتركون ساحة النضال الحقيقى: كفاية حرام !