كشفت دراسة حديثة، أن مجرتنا «درب التبانة» قد شكلت بالفعل جزءً مهمًا من نجومها قبل 10 مليارات سنة، عندما اصطدمت بمجرة تسمى Gaia Sausage.
ووفقا لـ «ديلي ميل»، استخدم باحثون بقيادة جامعة ولاية أوهايو، تقنيات جديدة لتحديد تاريخ أكثر من 100 نجم عملاق أحمر في مجرة درب التبانة، واكتشاف تاريخها بدقة أكبر.
وقد وجد الباحثون أن النجوم الأصلية في مجرتنا والنجوم التي التقطتها من مجرة السجق متشابهة في العمر، لكنها تتحرك بشكل مختلف ولها تركيبات مختلفة.
وتشير الأدلة إلى أنه عندما حدث الاندماج، كانت مجرة درب التبانة قد شكلت بالفعل عددًا كبيرًا من نجومها، كما قال مؤلف الورقة وعالم الفلك Fiorenzo Vincenzo من جامعة ولاية أوهايو.
ووفقًا للدكتور فينتشنزو وزملائه، انتهى المطاف بالعديد من هذه النجوم "محلية الصنع" في القرص السميك في منتصف المجرة، بينما انتهى الأمر بالنجوم من «نقانق »Gaia في الهالة الخارجية لمجرة درب التبانة.
وقالت المؤلفة الرئيسية وعالمة الفلك جوزيفينا مونتالبان من جامعة برمنجهام: "يُعتقد أن حدث الاندماج مع جايا إنسيلادوس، هو أحد أهم الأحداث في تاريخ مجرة درب التبانة"، وأضافت، أن الاصطدام شكّل في الواقع كيف نلاحظه اليوم.
وفي دراستهم، تحول الباحثون إلى مجال يسمى علم الزلازل، ويمكن لعلماء الزلازل العاديين دراسة الزلازل الزلزالية التذبذبات في النجوم لتحديد هياكلها الداخلية، والتي يمكن من خلالها تقدير أعمارها.
وقال مؤلف الورقة وعالم الفلك ماثيو فارد، من ولاية أوهايو أيضًا: "يتيح لنا ذلك الحصول على أعمار دقيقة جدًا للنجوم، وهو أمر مهم في تحديد التسلسل الزمني لوقت وقوع الأحداث في أوائل مجرة درب التبانة".
ووضع الفريق أيضًا في الحسبان بيانات من المسح الطيفي APOGEE - الذي تم إجراؤه من مرصد Apache Point في نيو مكسيكو - والذي يمكن أن يوفر معلومات عن التركيب الكيميائي للنجوم، والتي يمكن استخدامها كوسيلة مساعدة عند تحديد الأعمار النجمية.
ومن خلال حساب عمر نجوم مجرة درب التبانة، قرر الباحثون لأول مرة ، أن أولئك الذين يُعتقد أنهم تم التقاطهم من اصطدام Gaia Sausage متشابهون أو أصغر قليلاً في العمر من معظم نجوم مجرتنا الأصلية.
ووفقًا للدكتور فينتشنزو، فإن الاندماجات العنيفة بين المجرات تزعزع الأشياء بطبيعتها، حيث أدى الاندماج إلى جعل مدارات النجوم الموجودة بالفعل في مجرتنا أكثر شذوذًا مما كانت عليه سابقًا.
وأضاف أن حركة النجوم كانت شبيهة بالرقصة، حيث تتحرك النجوم من مجرة Gaia Sausage بشكل مختلف عن تلك التي تم تشكيلها في مجرة درب التبانة، كما أشار إلى أنها تمارس تركيبات كيميائية مختلفة.
ومع اكتمال دراستهم الأولية، يخطط الباحثون الآن لإجراء المزيد من تحليلاتهم، وقال الدكتور فينتشنزو: "نعتزم الآن تطبيق هذا النهج على عينات أكبر من النجوم ، وإدراج سمات أكثر دقة لأطياف التردد".
كل ذلك سيؤدي في النهاية إلى رؤية أكثر وضوحًا لتاريخ تجميع مجرة درب التبانة وتطورها ، مما يخلق جدولًا زمنيًا لكيفية تطور مجرتنا.
يذكر أن النتائج الكاملة للدراسة، نشرت في مجلة Nature Astronomy.
