اخترق الرئاسة ومجهول سرق جثته.. قصة أشهر جاسوس إسرائيلي في سوريا

جاسوس إسرائيلي
جاسوس إسرائيلي

 

خلع عباءة وطنه وارتمى في أحضان العدو، حتى سجله التاريخ في واحدة من أسوأ صفحاته كجاسوس إسرائيلي أرسله الموساد إلى سوريا لاختراق دوائر صناعة القرار فيها.

وبينما كان الوضع ملتهبا في المنطقة العربية نجح كامل أمين ثابت أو إيلي كوهين أو الياهو كوهين المولود في الحي اليهودي بالإسكندرية في 16 ديسمبر 1924، في إلحاق الضرر بالمؤسسات السورية بعد التقطته المخابرات الإسرائيلية وجندته لصالحها.

وفي بداية سنة 1960 رشحه أحد كبار المسئولين في الموساد للعمل في الخارج، ولكن مدير الموساد اقترح إرسال  كوهين إلى سوريا بعد تأهيله لكي يذهب إليها كأنه مليونيرا من أصل عربى عائدا إلى وطنه بعد أن كون ثروة طائلة في الأرجنتين.

دخل سوريا في 10 يناير 1962 بعد نجاح الحركة الانفصالية السورية، بجواز سفر أرجنتيني مزور مسجل فيه أنه مهاجر سوري مقيم في الأرجنتين ومكث في سوريا ثلاث سنوات و نصف.

أصبح الجاسوس الإسرائيلي متغلغلا داخل أعلى مستويات القيادة السياسية والعسكرية في سوريا، وبدأت رسائله إلى قيادة الموساد، وكان إيلي يدعى إلى كل حفلات النخبة الحاكمة في دمشق، ويشارك في كثير من المناقشات السياسية والاقتصادية حتى ألقي القبض عليه يوم 1 يناير 1965 بعد 4 سنوات من العمل في دمشق وهو في حالة تلبس في شقة يملكها سعيد رميح بدمشق وحكم عليه بالإعدام.

وعرضت إسرائيل على سوريا أن تسلم 11 أسيرا عربيا بينهم 3 سوريين مقابل تسلم سوريا الجاسوس إيلي كوهين، قبل تنفيذ الحكم عليه، لكن سوريا رفضت رغم تهديد إسرائيل أنه في حالة رفض العرض ستعدم الأسرى العرب إذا أعدم كوهين.

لكن نفذت سوريا الحكم في 18 مايو 1965 في ساحة المرجة وقد سلم الجثة إلى حاخام اليهود وتم دفنه في مقبرة اليهود، وحاولت إسرائيل استرداد رفاته لكنهم لم يستطيعوا.

ونشرت جريدة الأخبار في 1 يوليو 1965 خبر سرقة جثة كوهين من دمشق، حيث تمت سرقة جثة الجاسوس إيلي كوهين بعد 10 أيام من دفنه، واستطاع اللصوص أن يتسللوا إلى مقبرة التي دفن فيها وسرقوا الجثة.

اكتشفت السلطات السورية الحادث وبعد فترة عثرت على الجثة عن طريق كلب شم رائحة الجثة وأخذ يعوي وأسرع صاحب الكلب بإبلاغ السلطات عن وجود جثة، وبوصول السلطات إلى موقع الذي بلغ عنه تبين أنها جثة كوهين وعلى رقبته آثار حبل المشنقة وبعد التحقيق سلمت الجثة للسلطات العسكرية مرة أخرى لدمشق، ولكن لم تعتقل أي أحد.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم