مصر المستقبل

الكفاح من أجل الوجود

رشا الشايب
رشا الشايب

بقلم/ رشا الشايب

لم يكتفِ العدو الصهيوني باحتلال الأرض وبناء المستوطنات أو قتل الأبرياء العُزل وسحقهم بل يسعى وبكل ضراوة وبمنتهى الدقة إلى طمس الهوية الفلسطينية للقدس، وذلك وفقاً لمخططات استيطانية مدروسة طويلة الأجل.
وأذكر لكم بعضا من الانتهاكات الصهيونية المقززة فى حق الفلسطينيين وما يثيره ذلك من استفزازات لمشاعرهم وعلى مدار أجيال، بدءا من الاقتحامات المتواصلة لباحات المسجد الأقصى، وأخيرا قرارات إبعاد وطرد عدد كبير من المقدسيين من مدينتهم(الشيخ جراح)، بالإضافة إلى أعمال القتل والدمار غير المسئولة والتى أسفرت عن وقوع شهداء ومصابين.
أعجبنى ما كتبته الكاتبة «منى دجاني» الناشطة الفلسطينية فى صحيفة الإندبندت فى مقالها والتى عرضت فيه البعد الشخصي للأحداث الجارية فى الشيخ جراح، حيث أن عائلة الكاتبة هى واحدة من العائلات التى تواجه الطرد هناك، فهى ابنة وحفيدة المقدسيين، قصتهم هى قصة ملايين الفلسطينيين، قصة الكفاح من أجل الوجود»، حيث ترى أن «النكبة لم تكن بالنسبة للفلسطينيين مجرد حدث، ولكنها حالة مستمرة، ففى كل مرة تطردنا السياسات الإسرائيلية من منازلنا، وتهاجمنا فى أماكن عبادتنا، وتحد من وصولنا إلى الأماكن الثقافية والسياسية فى مدينتنا»، وكل ذلك وأهالى الشيخ جراح صامدون بشكل مهول، شهدنا جميعا شجاعتهم أمام الترهيب والطرد وهدم المنازل بل والقتل والدمار، فوجودنا اليومى أشبه بالمعركة».
وختمت دجانى بالقول: «رسالتنا واضحة: لن نذهب إلى أى مكان، نريد أن نظل، نحن نرفض أن نُمحى».
وبالفعل لن تُمحى فلسطين ولن يزيل المُحتل آثارها ومن أجل ذلك أرى أن يتم الدعوة إلى إنشاء هيئة إعلامية دولية وبصفة عاجلة ممولة تمويلا ضخما من الدول العربية والإسلامية والتى تدعم الحق الفلسطينى وقيام الدولة الفلسطينية، هيئة تدير محطات تلفزيونية وإذاعات وصحف مطبوعة والكترونية، تقدم عرضا إعلاميا شاملا وموثقا بالصوت والصورة لحقوق الشعب الفلسطينى المغتصبة مع عرض جرائم وانتهاكات إسرائيل للعالم كله وذلك لكسب أرضية مشتركة وإثارة موجة تعاطف كبرى لدول العالم مع الشأن الفلسطيني، وبناءً عليه يحدث التأثير فى الرأى العام العالمى على مستوى شعوب العالم بأكمله قبل قاداته.