«دينا» تنشئ أكاديمية لتعليم الفتيات قيادة الموتسيكلات وتينا تخوض بها رحلات سفارى

فتيات يتحدين التقاليد بالسير على «عجلتين»

فتيات يتحدين التقاليد
فتيات يتحدين التقاليد

عمر يوسف

تتوارث العادات والتقاليد، بعضهم يعتبرونها نظامًا دقيقًا ومفتاح حرية وآخرون تكون لهم طوقاً على الرقاب، ولاسيما الفتيات اللاتى يتأثرن بها ويقعن فريسة لتحكماتها الخاطئة، ولاسيما فى ممارسة الرياضيات، وهو ما تظهره تجربة فتيات تختلف بيئاتهن وتتشابه تحدياتهن لـ«ركوب الموتسيكلات» فمع تفكير الكثير من الأسر المصرية أن «الموتوسيكلات» وسيلة لا يركبها سوى الرجال فقط ورياضة لا يحق للفتيات أن تمارسها، كانت رحلتهن المختلفة، والتى آمن خلالها أنهن يمكنهن القيام بما هو أكبر من ذلك ما دامن يتبعن إجراءات السلامة والأمان، ولا يقومن بعمل ينافى الأخلاق والآداب العامة.


ومن هنا تبدأ الرحلة مع دينا حجاب، ابنة الإسكندرية، والأم لولدين، والتى لم تستخدم الموتوسيكل فى أول الأمر كهواية للترفيه بين الأهل والأصدقاء، وإنما لحل مشكلة تواجه أسرتها.


وتحكى دينا أنها لم تكن تملك وسيلة مواصلات متوافرة طوال الوقت لنقل أبنائها إلى المدرسة صباحًا سوى التاكسى الذى كانت أسعاره مرتفعة للغاية، ففكرت فى طريقة تجنبها الاعتماد على هذه الوسيلة، فلجأت إلى فكرة «الأسكوتر» لتصبح أول سيدة تحول الموتوسيكل لوسيلة مواصلات بالإسكندرية.. وتضيف دينا: اتفاجئت أنه وسيلة مواصلات عملية جدًا وفرت عليا كتير من الوقت والجهد والمال بالإضافة إلى المتعة الكبيرة التى أشعر بها خلال القيادة.


وأكدت دينا أن ردود فعل الناس حولها كانت مفاجئة للغاية إذ شجعها الأغلبية على هذه الخطوة الجديدة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث إن الكثيرين ساروا حذوها واشتروا «اسكوترات» وقاموا باستخدامها كوسيلة تنقل جيدة، وتطور الأمر مع دينا بإنشاء أكاديمية لتعليم البنات قيادة الموتوسيكلات فى الشوارع وكذلك أهم معايير الأمان التى يجب اتباعها وذلك بمساعدة بعض أصدقائها.. كما وجهت كلامها لفتيات مصر تنصحهن بعدم الخوف من اتخاذ خطوة «ركوب الموتوسيكل «لأنه يحمى من الكثير من الأشياء الأخرى ويعلم الاعتماد على الذات وطريقة مواجهة المخاطر بقوة.
وبالانتقال إلى إرين يوسف تلك الفتاة التى تعشق ركوب الموتوسيكل منذ صغرها والسير لمسافات طويلة،لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور معها كلما تخطت مرحلة من مراحل حياتها وبعد أن أصبح الموتوسيكل وكل مكوناته جزءا أساسيا من حياتها وأصبح هذا المجال أيضا تخصص عملها حيث إنها تعمل مديرة مركز لصيانة الموتوسيكلات.
فتقول إيرين، إنها بدأت قيادة الموتوسيكل بشكل احترافى فى عام 2011 بعد أن قضت وقتا طويلا فى قيادة السيارات بمختلف أنواعها إلى أن جربت الدراجات النارية وشعرت أنها لا تريد أن تتخلى عن هذه الهواية الجديدة التى تشعرها وكأنها فراشة تطير بين السحاب بسبب سرعته هذا بجانب اتباع كافة أساليب الأمان.
وأشارت إلى أنه من أبرز المشاكل التى تقابلها فى هذه الهواية أنها بنت وتعشق التحديات والمغامرات وهناك الكثير من الشباب لا يحبون رؤية بنتا تقود موتوسيكل أمامهم، خاصة أنها تقود موتوسيكلات قوية وثقيلة، وبالتالى تكون ردود فعل الناس بالشارع غريبة لرؤيتهم بنتا تقود موتوسيكل لا يقدر شاب على قيادته، إلا أن زوجها وأفراد عائلتها يساعدونها فى هذا المجال ويساندونها خلال كل تحد.
وأضافت إرين «رسالتى لأى بنت نفسها تركب موتوسيكل لازم تبتدى صح وتدرب كويس فى أكاديمية أو مع شخص محترف وبناء على هذا التدريب هتقدر تحدد نوع الموتوسيكل اللى عايزه تشتريه واللى هتكون متأكدة إنه مش هيئذيها، لأن التدريب الكويس هو اولى دراجات السلامة».
فيما قالت دينا خطاب، خريجة كلية هندسة، إنها بدأت بالركوب عن طريق تشجيعات صديقاتها التى كانت تركب معهن فى الكثير من الرحلات إلا أن الهواية أعجبتها بشدة حتى قررت شراء موتوسيكل وأصبحت من المحترفين فى قيادته.


وأشارت إلى أنه فى البداية كان هناك قلق كبير من قبل الأهل والأقارب بسبب الخطورة التى تكون حول ركوب الدراجة النارية ولكن بعد ذلك ساعدوها، كما أنها تقود كل يوم جمعة. .وأضافت:«بنطلع رحلات طويلة مثل رحلة إلى سفاجا والأقصر والأسوان ورحلة إلى سيوة بالموتوسيكل ومرسى مطروح ومرسى علم والنوبة وبسافر لبنان كل سنة للسواقة بشوارعها الجميلة»


وأكدت أن هناك بعض المارة يقومون بتصويرها أثناء القيادة بالطريق لانبهارهم برؤية بنات تقود بطريقة احترافية، وأشارت إلى أن الشرطة تساندهن بقوة وتترك خلفهن سيارة تأمين فى بعض الطرق مثل الطريق من مصر إلى دهب. ورحلات سفاري وأضافت تينا نبيل عبد البر أنها تعلمت قيادة الموتوسيكل من زوجها الذى كان حريصًا على دعمها وجعلها ترافقه فى الكثير من رحلات السفارى بالموتوسيكل، حتى إنها لم تتوقف عن تلك الهواية بعد الإنجاب بل وأصرت على تعليمها لأبنائها.
وأشارت: «ما دام البنت محترمة ومقدرة نفسها كويس ما حدش هيقدر يكلمها وهى ماشية فى الطريق لأنه كمان بيحمى من التحرش»، وأكدت أن قيادة البنات للموتوسيكلات هذه الأيام أصبح شائعا بشكل كبير وليس بالأمر الغريب على الجميع.