أخر الأخبار

عين على الحدث

آمال المغربى تكتب: ماذا بعد حظر تصدير اللقاحات؟

آمال المغربى
آمال المغربى

الوضع الوبائى والكارثى الذى تشهده الهند حاليا نتيجة لانفجار فيروس كورونا فيها لا يبدو انه سيكون شأنا خاصا بها، بعدما اصبح له تداعيات خطيرة يمكن ان تصل لدول العالم النامى والفقيرة التى كانت تعول معظمها على لقاح أسترازينيكا− أكسفورد، الذى يجرى تصنيعه بكميات هائلة بالهند، بعد ان دفع الانفجار الفيروسى الأخير لوقف تصدير اللقاحات الذى تنتظره معظم بلدان العالم النامى والفقير بأحر من الجمر من أجل وضع حد للجائحة على أراضيها، وفضلت الهند تلقيح سكانها أولًا، مما يعطل جهود التلقيح المتعثرة سلفًا فى الدول النامية وهو ما يشير إلى أن الجائحة ستطول أكثر فى هذه الدول.

كما أدى تفاقم أزمة كورونا بالهند ايضا لعرقلة برنامج منظمة الصحة العالمية ∀كوفاكس∀ الذى تم إنشاؤه لضمان حصول الدول الفقيرة على فرص متكافئة فى الحصول على اللقاحات اللازمة لمكافحة الوباء وتعتمد عليه معظم الدول الأفريقية فى الحصول على اللقاح بدون مقابل.

وكانت الدول الغنية قد تنافست مع كوفاكس فى البداية، وأبرمت اتفاقات خاصة مع شركات تصنيع الأدوية واستحوذت على حصة الأسد من أكثر من 1.2 مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد−19 التى تم ضخها فى العالم. وكان ذلك له تاثير على الدول الأفريقية التى تلقت لقاح أسترازينيكا، حيث ليس لديها إمكانية أخرى للحصول على الجرعات الثانية. وتحتاج كوفاكس بشكل عاجل إلى 20 مليون جرعة بنهاية يونيو لتغطية النقص فى الإمدادات، وقد ناشدت الدول الغنية التبرع بجرعات زائدة.

فقبل أسابيع قليلة فقط، كانت الهند مُصدرًا رئيسيا للقاح أسترازينيكا، وبالفعل تلقت أكثر من 70 دولة اللقاح المصنوع فى الهند، بإجمالى 66 مليون جرعة منذ يناير الماضى وبعد أن قررت الهند تجميد صادراتها منه، بسبب حاجتها الماسة إلى كل الجرعات، يمكن القول إن حملات التطعيم فى العديد من البلدان التى تعتمد بنسبة كبيرة على لقاح أسترازينيكا، قد تشهد انتكاسة.

ويرى عدد من الخبراء أنه بسبب الوضع السيئ فى الهند، من المحتمل أن يتأخر تصدير اللقاحات الكافية للدول الفقيرة حتى عام 2023/ 2024 أو لتجد العديد من البلدان النامية نفسها أمام مواجهة مصيرية مع الجائحة بدون لقاح.

هذا يعنى أن البلدان الفقيرة خاصة، مقبلة على فترة صعبة فى الشهور القادمة، عنوانها مزيد من إجراءات الحجر الصحى القاسية وتزايد حالات الإصابة، فى ظل تعثر وصول لقاح أسترازينيكا، ريثما تتشافى الهند من محنتها الوبائية او تبحث الدول النامية والفقيرةعن مصادر أخرى بديلة للقاح أسترازينيكا وتحديدًا لقاحى سبوتنيك الروسى، وسينوفارم الصينى، وقد تجد صعوبة فى الحصول على كميات كبيرة منه، نظرًا لتحكم الدول الأصلية باللقاحات التى تنتج على أراضيها، فى خضم الحاجة المتزايدة للموارد الدوائية المحدودة!!