التنورة والفنون الشعبية.. تعيد البهجة للأطفال في عيد الفطر رغم كورونا

التنورة
التنورة

الراقصون:فن لن يندثر.. ونحاول إسعاد المواطنين رغم الإجراءات الاحترازية
مهرج بلياتشو:سعادتى فى فرحة الأطفال.. ونصمم الملابس وفقاً لكل مناسبة 




مرت روحانيات شهر رمضان وودع المصريون شهر الصيام بأيامه ولياليه العطرة ورغم الظروف التى فرضتها جائحة كورونا من إغلاق جزئى للمحال والمقاهي بعد الساعة التاسعة إلا أن فرق الفنون الشعبية حاولت العمل في شوارع المحروسة خلال أيام عيد الفطر وسبقها عملهم بليالي رمضان لرسم الابتسامة على وجوه المصريين، والقيام بعروض ليلية بشكل احترافي، لإقامة الحفلات الفلكلورية «الشعبية» المصرية بشوارع المعز والحسين والسيدة وغيرها، التى تقدم خلالها حالة فريدة من التصوف تجمع بين رقصات بالتنورة ذات الأصول الصوفية، وبين الأغاني الوطنية والإنشاد الديني، وإقامة فقرات المهرج بـ«البلياتشو».

أعمال كوميدية تتطلب وضع مستحضرات التجميل، وارتداء الملابس ذات مقاسات كبيرة الحجم، وتتناسب مع أحذية مختلفة غير عادية، لتقديم فقرات ترفيهية للمواطنين، لتعيدهم إلى أجواء العيد وشهر الرحمة.. التقينا عدداً من شباب هذه الفرق لرصد آليات عملهم فى إسعاد الناس.
 ومن جانبه يقول محمود مجدى، 27عاماً وصاحب فرقة صناع السعادة، إنه في البداية عمل بفرقة براعم، تحت قيادة الكابتن علاء جلال، وعندما أعجب بعمل لف التنورة، تدرب كثيراً عليها ومشاهدة العديد من الفيديوهات للفنون الشعبية؛ حيث قام بالاشتراك في مسرح الغوري بفرقه الفورية في الحسين، لتعلم فنون الرقص بالتنورة، إلى أن وصل للمستوى الاحترافي وأصبح لدى فريق خاص به يسمى «صناع السعادة»، مضيفاً أن هناك حفلات يفضلها الناس خلال شهر رمضان والأعياد كالرقص بالتنورة والمهرج والفنون شعبية مثل الرقص الصعيدي والإسكندراني والنوبي واللبناني، مع تشغيل الذكر وأغان صوفية، لشد الناس لهم، ويتواجدون في رمضان بأماكن معينة مثل خيم رمضان والقرى وبعض الكافيهات باعتباره موسماً لهم؛ حيث يقومون بتفصيل خاماتهم التى يستخدمونها لدى متخصصين لذلك، موضحاً أنه يستخدم أدوات وخامات للرقص كـ «الفراشة» و«دفوف»، وهذا عبارة عن 6 طبقات، لعمل عدة أشكال بها مع استخدام أنوار مضيئة يتم وضعها علي التنورة لشد انتباه الناس.
كما أضاف محمد علم الدين، مهرج بلياتشو وصاحب فرقة صناع البسمة، أنه يقوم بعمل فقرات عرائس وألعاب سحرية وبلياتشو مضحكة للأطفال فى المناسبات خاصة في شهر رمضان والعيد بارتداء ملابس الشخصيات الكارتونية الرمضانية المحببة للأطفال والكبار؛ حيث يمثل شخصية «بوجي، طمطم، فطوطة، عم شكشك، المسحراتي، فنانيس، والحصان البلدي، أو تقديم فقرات الفنون الشعبية كالتنورة، ويتم عمل الاستعراضات في النوادي والأماكن المفتوحة نظراً للإجراءات الاحترازية.
وأضاف تأثرت الفنون الشعبية والمجال الترفيهي بسبب كورونا، مستكملاً أنه اتجه لمجال الأطفال منذ خمس سنوات عندما عمل مع أشخاص ذى خبرة كبيرة واستمر بها وأصبح لديه فريق خاص به لحبه الشديد للهو واللعب معهم، لافتاً إلى أن الشخصيات الكرتونية يقوم بتصميمها من قبل مصممين وشراء التنورة من شباب فنانين متدربين، موضحاً أنه يقدم عدة فنون أهمها فنون النحت الشرقي والمزمار البلدي وفرقة الفنون الشعبية التى تقوم بتقديم رقصات مختلفة إسكندراني، نوبي، وبلدي وأن الشاب الذى يقوم بتمثيل العروسة أو البلياتشو هدفه ما هو إلا جذب الأطفال والكبار له سواء بحركاته أو كلماته المضحكة بالإضافة إلى تشغيل موسيقي معينة تتماشى مع الرقصات الاستعراضية. 
وعلى صعيد متصل أشار محمد حسن، عضو بأحد الفرق للفنون الشعبية بمنطقة المعز إلى أنه من خلال عمله يقوم بإعادة الفرحة إلى كل بيت مصري من جديد، لتخفيف الروتين اليومي عليهم الذى فرضه عليهم فيروس كورونا، وقضى على أجواء رمضان المعروفة، الذى عادة ما يشهد مظاهر حيوية بين المصريين، مضيفاً أن مهامه فالفريق، يقوم بتجسيد شخصية رجل البلياتشو، خاصة أنه يستمتع بذلك، لرؤية الفرحة والابتسامة على وجوه الأطفال.
ويقول أحمد صلاح أحد سكان منطقة مدينة السلام بالقاهرة، إن هذه الفرق الشبابية للفنون الشعبية قامت بتوفير الأجواء الرمضانية والعيد لهم، للخروج من حالة الروتين اليومي مع فيروس كورونا، مضيفاً أنه اعتاد هو وأسرته، الذهاب لقضاء ليالي رمضان، بمنطقة الحسين والمعز، للتعايش مع هذه الأجواء من الفنون الثقافية الشعبية .
«مفرحناش برمضان السنة الماضية بسبب فيروس كورونا» هكذا بدأ الحديث على الحسيني متأثراً بفقدان جميع الأجواء الرمضانية، متابعاً أن السعادة التى يقوم بتقديمها الشباب للفنون الشعبية شيء بسيط جداً؛ لرسم الفرحة والسعادة على وجوه الشباب والأطفال؛ للخروج من حالة الملل والروتين اليومي .