انتظار غيوم الليل المضيئة 2021 في القطب الشمالي

 انتظار غيوم الليل المضيئة 2021
 انتظار غيوم الليل المضيئة 2021

يستعد القطب الشمالي لكوكبنا مع قرب حلول فصل الصيف كل عام لشىء غريب حيث تظهر غيوم زرقاء كهربائية تتموج في السماء مع غروب الشمس تسمى غيوم الليل المضيئة. 

 

ووفقاً لجمعية الفلكية بجدة، غيوم الليل المضيئة هي أعلى غيوم الأرض، تتشكل عندما يرتفع بخار الماء في الصيف من القطبين إلى حافة الفضاء، وتتبلور المياه حول غبار الشهب على ارتفاع 83 كيلومتر فوق سطح الأرض ، وينتج عن ذلك أشكال زرقاء كهربائية جميلة ، يمكن رؤيتها عادةً في خطوط العرض العليا وبشكل طبيعي يكون اول ظهور لها في اواخر شهر مايو أو مطلع يونيو .

 

قد يكون هذا عامًا جيدًا لغيوم الليل المضيئة، فحتى تتشكل هذه السحب تتطلب درجات حرارة باردة في الغلاف الجوي المتوسط، وفي الوقت الحالي، يعد عام 2021 أحد أبرد الأعوام منذ  14 عامًا. 

 

اقرأ ايضا|الصاروخ الصيني يمر فوق الوطن العربي 4 مرات.. اليوم

 

عامان سابقان فقط ينافسان البرد الحالي لعام 2021 - وإذا استمرت اتجاهات درجات الحرارة المنخفضة هذه ، فيمكن توقع بداية مبكرة نسبيًا هذا العام، ويعتبر الخامس عشر من مايو هو أقرب وقت رصدت فيه من قبل.

 

لفترة طويلة لم يكن معروفا طريقة تشكل هذه الغيوم إلا ان البيانات تشير الى انها تتشكل عندما يكون أعلى الغلاف الجوي باردا كفاية لتتكون بلورات الجليد حول دخان الشهب ، حيث اكتشف بأن أجزاء من غبار الشهب ضمن مكونات غيوم الصيف الزرقاء المضيئة ، فحوالي 3 % من كل بلورة جليدية في السحب مصدره دخان الشهب.

 

يعتقد أن بلورات الجليد يمكن أن تتشكل حول غبار الشهب إلى حجم يتراوح من 20 الى 70 نانومتر، و بالمقارنة فإن الغيوم الرقيقة أسفل الغلاف الجوي حيث الماء متوفر يحتوي كريستالات من 10 الى 100 مره أكبر.

 

من المعلوم أن الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي مليء بالنيازك من كافة الأشكال والأحجام من صخرة صغيرة إلى ذرة مجهريه غباريه، وفي كل يوم تجرف الأرض عدة أطنان من تلك الأشياء وعندما تضرب النيازك غلافنا الجوي وتتبخر فهي تترك خلفها دخان رقيق من جزئيات صغيرة عالقة على إرتفاع بين 60 كيلومتر الى 100 كيلومتر فوق سطح الأرض .

 

منذ فترة طويلة وتحديدا في القرن التاسع عشر رصدت هذه الغيوم في المناطق القطبيه الشمالية ولكن خلال السنوات الاخيرة تم رصدها في مناطق بعيده نحو الجنوب ويعتقد ان السبب في زيادة رؤيتها يرجع لحدوث تغير في المناخ وزيادة وفره غاز الميثان أحد أخطر غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ، ومنذ القرن التاسع عشر مصادره المختلفة تعزز وجود غيوم الليل المضيئة.

 

يعتقد عندما يقوم الميثان بسلوك طريقه إلى أعلى الغلاف الجوي يتأكسد من خلال سلسلة معقدة من التفاعلات ليتشكل بخار الماء ، و بخار الماء الزائد يكون متوفرا من أجل نشوء بلورات الجليد لتلك الغيوم الزرقاء المضيئة ، و اذا كانت هذه الفكرة صحيحة فإن هذا سبب مهم لدراسة تلك الغيوم التي تخبرنا شئ في غاية الأهمية عن كوكبنا .

 

أما لونها الأزرق سببه الحجم الصغير لبلورات الجليد ، فالجزئيات الصغيرة تقوم ببعثرة الأطوال الموجيه القصيرة للضوء الأزرق بشكل أكثر قوة من الأطوال الموجيه الطويلة للضوء الأحمر ولذلك عندما يضرب ضوء الشمس تلك الغيوم يتبعثر الى الأسفل نحو الأرض.

 

برغم  كل الفرضيات فإن غيوم الليل المضيئة لا تزال محيره إلا ان هناك شئ واحد واضح وهو ان دخان الشهب القادم من الفضاء يقف خلف تلك الغيوم ولكن اللغز يظل قائما حول سبب سطوعها وانتشارها.