أسرار «الحضارة الكلاكتونية» أشهر حضارات العصر الحجري القديم

حضارات العصر الحجري القديم
حضارات العصر الحجري القديم

«الحضارة الكلاكتونية» هي واحدة من أهم وأشهر حضارات العصر الحجري القديم الأسفل التي انتشرت في شمال أوروبا ووصلت إلى شمال أفريقيا وجنوب أوروبا و لاسيما في فرنسا كما بلغت بعض المناطق في الهند والصين، كما أكدته نعمات أحمد باحثة في الآثار المصرية القديمة.

وأضافت «أحمد» ، أن هذه الحضارة إشتهرت بصناعة أدوات حجرية من الصوان المحلي و لا يعني تشابه الصناعات الحجرية في تلك المناطق السابقة أن طريقة صناعتها انتقلت بالضرورة من مكان إلى آخر، نتحدث هنا عن صناعات حجرية متشابهة ولكن بتنويعات وخصائص محلية. 

إذا لاحظنا هذه الأدوات، سنجد أن بعضها سميك مقعر والآخر رقيق غير منتظم و استخدمت كأدوات تقطيع مثل السكاكين والمكاشط لسلخ جلود الحيوانات وكانت تعلق على مقابض أو رماح و لا تستخدم أبدا كفؤوس يدوية. هي أدوات صيد لمجموعة معينة من الحيوانات. 

زمن هذه الحضارة تم رده من 400 ألف سنة وحتى 200 ألف سنة قبل الميلاد، صاحب هذه الحضارة هو إنسان منتصب القامة والبعض يرى أنه إنسان هايدلبيرج منتصب القامة الذي انتشر في بقاع محددة من أوروبا و خارجها.

 ليس من الضروري أن نأخذ بنظرية الهجرات الخاصة بإنسان منتصب القامة آنذاك لنشر الحضارة هنا و هناك، تشابه الصناعات الحجرية القديمة قد يعكس تشابه في الظروف البيئية والمناخية في أكثر من مكان مما يؤدي إلى خلق رد فعل متشابه.

المناخ السائد آنذاك ولاسيما في أوروبا هو: بداية الفترة الجليدية الثالثة التي عرفت باسم «مندل - رس» من عصر البلايستوسين. 

جدير بالذكر أنه حتى الآن لم يعثر على الصناعة الكلاكتونية في مصر. 

من الواضح أن إنسان منتصب القامة كان يستقر بجوار شواطيء البحار أو وديان الأنهار أو بمعنى أدق بجوار المصادر المائية التي تضمن له الحياة. 

ولعل أهم إنجازات ذلك الإنسان هو ظهور اول بيت معروف لدينا في عصور ما قبل التاريخ في منطقة terra amata في جبل نيس بفرنسا، و هو عبارة عن كوخ بيضاوي صغير يعكس مدى نجاح ذلك الإنسان في خلق تكيف ثقافي و بيولوجي ناجح مع البيئة الطبيعية آنذاك.

 يرى فريق آخر أن هذا الكوخ لم يكن أقدم نموذج سكني معروف في عصور ما قبل التاريخ و أن نموذج "ست مرخو" بسوريا، و هو نموذج من كتل حجرية متراصة و غير مهذبة، هو أول نموذج لبيت معروف في العصر الحجري القديم الأسفل.

لا نعلم مدى إنتشار هذا النموذج السكني الكلاكتوني في فرنسا أو غيرها، وهو إن كان له نصيب حقيقي من الإنتشار، فذلك يدل على وجود وحدات إجتماعية صغيرة العدد تمكنت من إحداث قفزة نوعية في وعيها الفردي و الجمعي لخلق مأوى تحتمي به وقت الحاجة.

اقرأ أيضا: أسرار العمارة السكنية في العصور الحجرية الحديثة في مصر القديمة