أسرار العمارة السكنية في العصور الحجرية الحديثة في مصر القديمة

العمارة السكنية في العصور الحجرية الحديثة" في مصر القديمة
العمارة السكنية في العصور الحجرية الحديثة" في مصر القديمة

يضم منخفض الفيوم بحيرة ينخقض مستواها باستمرار منذ العصور الحجرية القديمة أو عصور ما قبل التاريخ وكانت مناطق الاستقرار القديمة تقع حول شواطيء تمتد مائة وثمانين قدما حول تلك البحيرة ومناطق الاستقرار الحديثة حوالي مائة وستين قدما حول البحيرة وعلى الساحل الشمالي قد وُجد بعض الصوامع والمساكن ويتضح أنه سكن تلك المناطق جماعات قليلة الحركة، كما ذكرته وروف أحمد باحثة في الآثار المصرية القديمة.

اقرأ أيضا | الحياة تعود إلى بحيرة قارون بـ«الجمبري»

وتتكون مجموعتان معاصرتان من الصوامع على مستويين مختلفين من الثقوب تختلف في أقطارها من ٣٠ سم إلى ١،٥ م وفي أعماقها من ٣٠ سم إلى ٩٠ سم، حيث تضم سلال مجدولة من عدة طبقات من حلقات القش المثبتة بواسطة أربطة رأسية، وقد وضعت السلال في حفر ملتصقة بالجوانب بواسطة طبقة من الطين، وغطيت الجوانب أحياناً بالبوص بدلا من القش ويبدو أن حصيرا مستديرا قد استعمل كذلك لتغطية الغلال، واستعملت الحفر العارية كمخازن للاواني الفخارية أو الأدوات.

 

وفي جنوب غرب الدلتا أظهرت منطقة استقرار من العصر الحجري الحديث اكواخا ومخازن مجاورة للمقابر، واتضح أن الأكواخ قد رُتبت في صفين على كلا جانبي حارة متعرجة تتجه من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، و تعتبر هذه أقدم محاولة معروفة في تخطيط المدن.

 

وبالنسبة للأكواخ كان تخطيطها بيضاويا، حيث حفرت تحت مستوى التربة المحيطة، وشيدت الجدران في الحفرة حول الجوانب على أساس يتكون من "الركام" وأحيانا من الطوب اللبن منشوري الشكل المدكوك في التربة، واستعملت كتل كبيرة غير منتظمة من الطمي والقش المستعمل في الأكواخ الحديثة من الدرجة الثانية، والجدران لم تكن عالية وتصنع من حصير البوص، وغطيت أرضية الكوخ بطبقة من الطمي وكان يوضع تحتها أحيانا إناء من الفخار لتجميع المطر فيه، والمدخل للكوخ كان عبارة عن فتحة أسفلها درجة عبارة عن عظم ساق فرس النهر أو عصي مثبتة في الرمال تميل على السطح الداخلي للجدار، مغروسة بطبقة كافية في الطمي.   

 

وبالإضافة إلى الأكواخ فقد وُجدت المآوي المشيدة من المواد الخفيفة، وكانت تخطط بشكل بيضاوي، ومفتوحة من الجنوب الشرقي ويعتقد أن هذا النوع من المساكن استعمل كمصنع أو حظيرة للماشية.

 

أما الصوامع تكونت إما من سلال البوص أو من جرار ضخمة من الفخار ووضعت في حفرات داخل الأرض وقد لصقت السلال من جميع جوانبها في جوانب الحفرة بواسطة طبقة من الطين ثم غطيت بالحصير وكانت تغطي الأرضية أحيانا بالحصير.

 

ويبدو أن الحفر التي مُهدت أرضياتها بقطع من الفخار والعظام وغُطيت بطبقة رقيقة من الطين أعدت للمصاحن، وكانت هناك منطقة أخرى للاستقرار وهي تقع شمال حلوان، بنفس طراز الأكواخ.